يقول المغاربة "صياد النعام يلقاها يلقاها". إريك لوران صحفي فرنسي معروف على المستوى الدولي. له العديد من الكتب حول زعماء العالم. هو طبعا لا يكتب عن أقل من رئيس دولة، سلبا أو إيجابا. وله القدرة على أن يأكل معك اليوم وفي الغد يقلب الطاولة. عاش في المغرب كثيرا. أكل وشرب كما يقال، ولما انقطعت "البزولة" مع العهد الجديد أصبح يكتب أوراقا قصد ابتزاز المغرب. مهما طال زمن الابتزاز لابد أن يوضع له حد. ولم يفهم إريك لوران أن الزمن "تبدل". ولم يفهم أن العهد الجديد لن يمنحه "عودا ينقي به أضراسه". لكن إريك كانت له أذن يسمع بها لبعض "المغاربة" الذين يأكلون الثوم بفم الغير. وكان يعتقد أن الكتاب الأول سيأتي بنتيجة. لكن خاب مسعاه، وكتب الثاني وعاد بخفي حنين وكتب الثالث وقيل له "سلاما وليشربوا البحار".
دق الباب أكثر من مرة. توسط له كثيرون ومنهم من يطرحون أنفسهم اليوم ضمن "ثورجية الكمون". لكن لم ينل شيئا. فصعد الخطاب. ظن أنه بالتصعيد سينال مبتغاه. كتب الكتاب الرابع، لم ينشره لكن يبدو أنه سينشره في السطح مع أوساخه وقذارته.
المغرب لا يقبل الضيم كثيرا فأوقعه في المصيدة. لقد تم توقيفه بباريس في حالة تلبس. يبدو أنه استفرغ كؤوس الجعة التي شربها في المطعم الباريسي. "كل ما أكلته المعزة في الجبل ستضعه اليوم في السفح". لا نعرف إلى أي حد سيذهب التحقيق معه. ولا ندري هل ستنبري بعض الجهات للدفاع عنه وربما حتى من وسط "المغاربة". لكن الأكيد اليوم هو أن إريك لوران صحفي متخصص في الابتزاز. قد يكون اليوم مليارديرا بفضل هذه الحرفة. ولا نعرف كيف يبرر لمصالح الضرائب كل هذه الأموال التي حصل عليها من دول عديدة .
في العهد السابق كان هناك صحفي مغربي معروف بكونه عراب الصحافة الفرنسية نحو الوزير القوي. فيكفي أن يدبج الصحفي الفرنسي بضعة فقرات، قد يكون صاحبنا هو من أملاها عليه، ليتصل العراب بأصدقائه في الوزارة المعلومة وينال الفرنسي ما يريد، أما إذا تعلق الأمر بكتاب فإن المبلغ يكون كبيرا.
مع العهد الجديد انتهى الأمر. قيل "بركة". فمن لم يكفيه الكتابة بأنامل يديه فليكتب بأصابع أرجله. وهذا ما أجج غضب الصحافة الفرنسية، التي تعودت على أن ترتع هنا وتنال ما تريد. أليس إريك لوران هو صاحب كتابي "ذاكرة ملك" و"عبقرية الاعتقال للملك الراحل الحسن الثاني"؟
وفي العهد الجديد صدرت كتب كثيرة ولها أغراض متعددة يجمع بينها الابتزاز. والسبب هو أن الدولة المغربية أنهت مع عصر "دلع" الصحافة الفرنسية.
إذن عشرات الكتب صدرت عن دور نشر عالمية ومشهورة ضد المغرب، ومن بينها كتب إريك لوران وزميلته في الكتابة والتوقيف كارتين غراسييه، وكلها تدعي الاطلاع على أوضاع المغرب. ولما كنا ننعتها بالتافهة كانت تقوم قائمة الطابور الخامس هنا بالمغرب. واليوم تبين أن هذه الكتب لا قيمة لها وينبغي سحبها من الأسواق ليس من قبل السلطات ولكن من قبل دور النشر. وعلى الناشرين أن يعتذروا للمغرب الذي أساؤوا إليه كثيرا. هي كتب إذن لا مصداقية لها. فماذا سيقول الناسخون والمترجمون. صحفيون مغاربة قاموا بترجمة كتاب إريك لوران حول المغرب ونشروه كأنه الفتح المبين. فهل ستكون لديهم الشجاعة ليعتذروا عما اقترفوه؟