يبدو أن الأزمة الاقتصادية التي يرزح تحتها الشعب الجزائري تدفعهم إلى اقتناء أنواع كثيرة من المواد الغذائية الفاسدة، خاصة ما بات يعرف في الجزائر ب"الأسماك المسرطنة" التي تهدد سلامة وصحة الجزائريين. الإقبال على هذه الأنواع من السمك نظرا لانخفاض ثمنها بالمقارنة مع السمك العادي يحتوي على مخاطر عدة، على حد تصريحات عدد من الفاعلين في القطاع، لعل أكثر خطورة، احتواء هذه الأسماك على مواد مسرطنة، خصوصا وأنها تحتوي على مواد تستعمل في تحنيط جثث الموتى ، ليظل المواطن الجزائري الضحية الوحيدة لإقدامه على شراء سموم يجهل مصدرها ولا حتى طريقة نقلها.
الخطير جدا في الأمر أن هذه الأسماك المجمدة والتي تعتمد على "النيتريك" يستعمل في حفظ الجثث البشرية، فبعد استهلاك كميات كبيرة من هذه الأسماك يتشبع الجسم بهذه المادة ويزيد من مخاطر إصابته بالسرطان.
هذا طبعا أمام صمت السلطات الجزائرية التي لم تدل بأي توضيح بخصوص هذه الفضيحة التي يمكن أن تسقط حكومات في دول لا يحكمها العسكر طبعا، خصوصا إذا علمنا أن هذه الأسماك تخضع للرقابة والفحوصات الطبية في المخابر الموجودة على مستوى ميناء الجزائر، ووزارة الفلاحة الجزائرية هي من ترخص باستيرادها، التي لم تصدر ولا بلاغا أو تصريحا لطمأنة المواطنين، ولا توجد قائمة بمنع أي نوع من الأسماك أو تصنيفها كسامة.
ورغم الإمكانيات التي تتوفر عليها البلاد، فإن عددا من الفاعلين في القطاع يدقون ناقوس الخطر بشأن نقص الأسماك في السوق الجزائرية، فبعد أن كانت تنتج 187 ألف طن نقصت حصتها إلى 87 ألف طن فقط، وهي كمية قليلة جدا، بينما المغرب تصطاد مليونا و500 ألف طن. وصرح رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري حسين بلوط، أن كل من هب ودب أصبح يستورد السمك وإغراق الأسواق المحلية بكميات كبيرة من الأسماك المجمدة من دون تفعيل آليات رقابية على هذه المواد، لذا تستورد الجزائر من فيتنام، البرتغال، إسبانيا، الأرجنتين، وأضاف رئيس اللجنة الوطنية للصيد أن السمك المجمد لا طعم له ولا يحتوي على أي فيتامينات، كما أنه يظل لمدة سنة وسنتين في الميناء، ويتم تجميده بطريقة سيئة وسامة ومسرطنة.
ونقلت وسائل إعلام جزائرية تصريحات لفاعلين في القطاع تطالب بوقف استيراد الأسماك المجمدة من فيتنام نظرا لخطورتها على الصحة، فهذه الأسماك تتغذى من بقايا الطعام، بل وحتى الفضلات، كما أن بعض المختصين والخبراء حذروا من الأسماك الفيتنامية على وجه التحديد بعد أن ثبت اعتمادها على بعض مواد الهرمونات في إطعام هذه الأسماك وزيادة حجمها وتسريع نموها.