منح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، صباح اليوم الاثنين في قصر الإليزيه، وسام الشرف لثلاثة شبان أمريكيين وبريطاني سيطروا على مطلق النار داخل قطار "تاليس" الذي كان متجها يوم الجمعة من أمستردام إلى باريس.
ومنح الأمريكيين "أنطوني سادلر" و"آليك سكارلتوس" و"سبنسر ستون" والبريطاني "كريس نورمان" وسام (جوقة الشرف) من قبل الرئيس الفرنسي في احتفال أجريت مراسمه في الإليزيه.
واعتبر هولاند، تقول وكالة فرانس بريس التي أوردت الخبر اليوم، إنه تم تجنب حصول "مجزرة" في قطار تاليس بفضل تدخل هؤلاء الأشخاص. وقال هولاند، خلال حفل التكريم الذي نظم لهم اليو بقصر الايليزي، "مساء الجمعة قرر شخص ارتكاب اعتداء على متن تاليس. كان لديه ما يكفي من الأسلحة والذخائر لارتكاب مجزرة فعلية. وكان ليقوم بذلك لو لم تتمكنوا من ضبطه مع المجازفة حتى بحياتكم".
وأشارت مصادر في الإليزيه، تضيف الوكالة الفرنسية، إلى أن فرنسيا لم يشأ كشف اسمه وفرنسيا أمريكيا يعالج في مستشفى في مدينة "ليل" سيمنحان أيضا وسام الشرف لاحقا.
أيوب الخزاني ينفي إرادة ارتكاب عمل إرهابي في قطار تاليس
ولايزال التحقيق مستمرا في الحادثة التي وقعت الجمعة في قطار سريع كان يربط بين أمسترداموباريس، نفذها أيوب الخزاني (26 عاما) مغربي الجنسية، وكان اسمه مدرجا ضمن لائحة خاصة للمخابرات الفرنسية، سافر في الماضي إلى سوريا وينتمي إلى التيار الإسلامي المتطرف.
وأمس الأحد، قالت محامية المشتبه به، الذي كان مدججا بالسلاح وفتح النار في قطار فرنسي مزدحم، أنه قد "صعق" عندما علم باتهامه بالإرهاب، ونفى إطلاقه أي عيار ناري. وذكرت "صوفي ديفيد" التي كلفت القضية عند اعتقال المشتبه به في مدينة "آراس" شمال فرنسا، إن الخزاني ينفي كل التهم الموجهة إليه.
وقالت مصادر فرنسية إن أيوب الخزاني، المغربي لديه ماضيا أمنيا مثقلا بالمخدرات والعلاقات المشبوهة مع شبكات إسلامية متطرفة، وذلك وفقا لتحقيقات أمنية. وكانت إسبانيا أخطرت السلطات الفرنسية بضرورة توقيفه في حال دخوله الأراضي الفرنسية.
وكان الشاب، البالغ من العمر 25 عاما والمنحدر من أصول مغربية، قد استقر به المقام في حي شعبي جنوب إسبانيا في 2007 وعاش فيه حياة بسيطة كغيره من الشباب.
ويقول كمال شداد رئيس الجالية المسلمة في جنوب إسبانيا "كنا نعرفه في المنطقة. هنا يوجد سبعة مساجد وكان أيوب معتادا على الصلاة فيها، كما كان يخطب في الناس ويلعب كرة القدم مع الآخرين..كان شخصا عاديا."
وبحسب مصدر في أجهزة مكافحة الإرهاب الإسبانية فإن الخزاني احتجز في 2013 بتهمة الاتجار في المخدرات، كما تم رصده بالقرب من مسجد يروج للتطرف الديني وهو ما دفع الاستخبارات الإسبانية إلى إعلام السلطات الفرنسية بضرورة توقيفه في حال قدومه إلى الأراضي الفرنسية. ومنذ ذلك الحين باتت كل تحركاته مراقبة.
وتقول صوفي ديفيد محامية أيوب الخزاني "ذهب من بروكسل إلى كولونيا في ألمانيا ثم توجه إلى النمسا وعاد بعدها إلى كولونيا ثم إلى بروكسل وكان قال لي بأنه ذهب أيضا إلى فرنسا لكن لا ندري أين ومتى".
في العاشر من مايو من عام 2015 تم رصده في برلين متجها إلى إسطمبول، فهل كان يسعى للذهاب الى سوريا؟ أمر ينفيه الخزاني ويسعى المحققون من جهتهم إلى التأكد من حقيقة ارتباطه بشبكات إسلامية متطرفة ومن دوافع محاولته تنفيذ هجوم مسلح في فرنسا.