أجازت فتوى لكبير المفتين في إمارة دبي الدكتور أحمد الحداد، استخدام المكياج للرجال، بشرط عدم التشبه بالنساء. وقال الحداد ل"العربية.نت" الأحد 28-11-2010 "يستخدم البعض من الرجال المكياج لإخفاء بثور، أو تشوهات، أو للتجمل، وهذه أمور يجيزها الشرع، لكن إذا ما بلغ الأمر حد التشبه بالنساء مثل وضع أحمر الشفاه، أو على الوجنتين، فهذا أمر محرم". وأكد أن "من حق الرجل أن يتجمل لامرأته لتزداد شغفاً وحباً، وهذا لا حرج فيه" مستندا إلى أن "ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول (إني أحب أن أتزين للمرأة ، كما أحب أن تتزين لي المرأة) وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله جميل يحب الجمال)". أضاف "أتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد". وتابع "الإسلام لا يحرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، بل يندب إلى التجمل وإظهار الكمال ما استطاع المرء". إخفاء عيب وأكد الحداد أنه "لا يحبذ إقبال الرجال على استخدام المكياج، لكن شرعا، هو أمر جائز إذا لم يكن فيه تشبّه بالنساء". وأكمل "الأولى للرجال ترك التجمل إذ لا فائدة منه، فإنه مهما تظاهر بالفتوة فإن قواه لا تساعده على ذلك، كما قال الزهري رحمه الله تعالى كنا نخضب بالسواد إذا كان الوجه جديدا فلما نغض الوجه والأسنان تركناه"، مضيفا "الرجال فيهم من كمال الرجولة ما يغنيهم عن التصنع بالمكياج ونحوه، ومع ذلك فإن فعله لحاجته إليه، من غير تمييع أو تشبه بالنساء، بل لإخفاء ما فيه من عيب حادث من بثور وهدوب ونحوها، فلا حرج". وكانت صحيفة "الإمارات اليوم" نشرت فتوى الحداد، التي أكد فيها أن تلقى شكاوى واستفسارات عدة بشأن إقبال الشباب على استخدام المكياج، خصوصاً المكياج الرجالي الذي طرح في الأسواق الخليجية، ومنها أسواق الإمارات. وأضاف "نجيب السائلين بأن استخدام المكياج للرجال يجوز بشكل عام، سواء كانت الوظيفة تتطلب ذلك، أو لإخفاء بثور في الوجه، أو حتى للتجمّل، لأن الله جميل يحب الجمال، وقد جاز للجند الصبغ بالسواد بلا خلاف". وذكرت الصحيفة أن "محال أدوات تجميل ومكياج كبرى في مراكز التسوق في الإمارات، تعرض مكياجاً خاصاً بالرجال، يتعلق بالبشرة والعيون، وإخفاء البثور". إظهار المهابة وشدد الحداد في تصريحه ل"العربية.نت" على أن "العلماء اتفقوا على جواز وضع ما يسمى بالمكياج للجند لما فيه من إظهار المهابة وقوة الشكيمة". وتابع "لو وصل الأمر إلى حد التشبه بالنساء كما يكون من بعض المهزومين خلقيا فيشابهون النساء في كل شيء، فإنه يحرم عليهم، فقد (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال) كما في الصحيح وحالات التشبه معروفة لا تخفى، كمن يفعل أحمر الشفاه أو حمرة الوجنتين أو وضع الأخراص أو نحو ذلك". وأكمل كبير المفتين في دبي "يرى الجميع من أهل العلم والصلحاء والوجهاء من يخضب لحيته ويتجمل ويظهر بمظاهر الشباب، دون ان يستنكر أحد ذلك". وحول رفض البعض لهذه الفتوى، قال الحداد "الرفض يتم لأسباب عاطفية، فلايقبلون أن يضع الرجل أي مكياج، لكن هذه ليست مسألة فقهية وليست عاطفية". وأضاف "هذه المسألة لا تخفى على أهل العلم وطلابه، فلا ينبغي لمن لا يعلمها أن يستغرب، بل أن يتفقه ويسأل أهل العلم".