أفادت دراسة للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي بأن عدد المؤمنين المصابين بمرض ارتفاع الضغط الدموي الحاد المصرح بهم لدى الصندوق ارتفع من 20 ألف و739 مصاب سنة 2008 إلى 43 ألف و856 مصاب سنة 2014، أي بزيادة إجمالية نسبتها 111 بالمائة في ظرف ست سنوات. وحسب هذه الدراسة التي أنجزها الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي حول الساكنة المؤمنة المصابة بارتفاع الضغط الدموي الحاد ما بين سنتي 2008 و2014، فإن مرض ارتفاع الضغط الدموي الحاد يصنف ثاني مرض من بين الأمراض طويلة الأمد من ناحية عدد المصابين به (32 بالمائة) والرابع من حيث نفقات الأمراض طويلة الأمد (13 بالمائة).
وأشار المصدر ذاته إلى أن هناك العديد من المؤمنين المصابين بارتفاع الضغط الدموي يعانون أيضا من أمراض مزمنة أخرى تترتب في مجملها عن مضاعفات مرض ارتفاع الضغط الدموي أو تكون سبب الإصابة بهذا الأخير، حيث انتقل معدل المؤمنين المصابين بارتفاع الضغط الدموي والمصابين في نفس الوقت على الأقل بمرض مزمن آخر من 27 بالمائة سنة 2008 إلى 54 بالمائة سنة 2014، ما يكون له تأثير كبير على نفقات العلاج.
وأبرز البلاغ أن داء السكري يعتبر المرض المزمن الأكثر ارتباطا بارتفاع الضغط الدموي، حيث أن 42 بالمائة من المؤمنين المصابين بارتفاع الضغط الدموي خلال سنة 2014 يعانون أيضا من مرض السكري، 4.5 بالمائة يعانون من مرض الشريان التاجي و3.4 بالمائة من الزرق المزمن و2.36 بالمائة يعانون من إصابات سرطانية خبيثة.
وتعد النساء المستفيدات من خدمات الصندوق أكثر إصابة بالمرض من المستفيدين الرجال، بحيث تمثل النساء 54 بالمائة من المؤمنين المصابين بارتفاع الضغط الدموي خلال سنة 2014 مقابل 46 بالمائة بالنسبة للرجال.
وقد شكلت نسبة المؤمنين الذين يعانون من ارتفاع الضغط الدموي والبالغين 50 سنة فأكثر، 95 بالمائة من مجموع المصابين خلال سنة 2014 مع تفاقم هذا المرض بالنسبة للفئة التي يفوق سنها 70 سنة، بحيث تحتد شدة الإصابة بارتفاع الضغط الدموي مع التقدم في السن لتبلغ 9.9 بالمائة بالنسبة للنساء المتراوحة أعمارهن ما بين 65 و70 سنة و7.5 بالمائة بالنسبة للرجال ضمن نفس الفئة العمرية.
وأشار البلاغ إلى أن معدل انتشار مرض ارتفاع الضغط الدموي بين المؤمنين سجل أعلى نسبه بجهة الدارالبيضاء الكبرى (2.32 بالمائة)، ثم الرباطسلا زمور زعير (2.15 بالمائة) وفÜاس- بولمان (1.74 بالمائة) والغرب الشراردة بني حسن (1.65 بالمائة) وطنجة - تطوان (1.50 بالمائة، مبرزا أنه يمكن تفسير هذا التفاوت بين الجهات في نسب انتشار المرض بعوامل مرتبطة بنمط العيش ومدى توفر العلاجات الصحية في الجهة المعنية ومعدل التصريح بالمرض لدى الصندوق.
وأضافت الدراسة أن مصاريف علاجات المؤمنين المصابين بارتفاع الضغط الدموي ارتفعت من 174 مليون درهم سنة 2008 إلى 382 مليون درهم سنة 2014، أي بمعدل إجمالي يقدر ب120 بالمائة خلال الفترة 2008-2014 وبمعدل نمو سنوي متوسط يقدر ب15 بالمائة.
ويصل معدل تغطية مصاريف علاجات المؤمنين المصابين بارتفاع الضغط الدموي من قبل الصندوق إلى 75 بالمائة سنة 2014 (68 بالمائة بالنسبة للعلاجات العادية و95 بالمائة بالنسبة للتحملات).
من جهة أخرى، تقدر التكلفة المتوسطة لمرضى ارتفاع الضغط الدموي المستفيدين من العلاج ب 9.914 درهم خلال الفترة المتراوحة ما بين 2008 و2014.
وباستثناء الفئة العمرية المتراوحة ما بين 40 و45 سنة، فإن التكلفة المتوسطة لعلاج المصابين من فئة الذكور تفوق تكلفة علاج المصابين من فئة الإناث. فقد بلغت هذه التكلفة 10 آلاف و229 درهم بالنسبة للفئة الأولى مقابل 9.025 درهم بالنسبة للفئة الثانية، ما يمكن تفسيره بالأعمال الطبية المستهلكة من قبل كل منهما في انتظار اعتماد البروتوكولات العلاجية وكذلك الأمراض المزمنة الأخرى التي يمكن أن تترتب عن ارتفاع الضغط الدموي لدى كل منهما.