قال المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، اليوم الثلاثاء 9 يوني، إن هناك تفاؤلا وأملا في أن تؤدي المحادثات إلى إجماع بين الأطراف الليبية. وأكد ليون، في مؤتمر صحفي مقتضب بعد اجتماع الأطراف الليبية في الصخيرات بالمغرب، على اتفاق كل الأطراف الليبية على ضرورة الحل السلمي.
يذكر أن الأطراف الليبية اجتمعت من أجل مناقشة وثيقة أممية جديدة قدمها ليون من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وتضمنت مسودة الوثيقة، التي وزعت على الأطراف الليبية المجتمعة، تعديلات جديدة ومهمة من ضمنها اعتبار مجلس النواب السلطة التشريعية الوحيدة في ليبيا.
وقلصت المسودة مدة حكومة الوفاق الوطني إلى عام واحد بعدما كانت عامين مع التأكيد على أن لا يكون رئيس الحكومة متمتعا بأي جنسية أجنبية أو متزوجا بغير ليبية وأن لا يقل عمره عن 30 عاما، وأن لا يقل عمر الوزير في الحكومة عن 25 عاما.
وتشدد المسودة على أن يقدم رئيس الحكومة تشكيلة الوزراء خلال مدة أقصاها شهر من إقرار الاتفاق.
ومنحت المسودة رئيس الحكومة صلاحيات تمثيل الدولة في علاقاتها الخارجية، واعتماد ممثلي الدول والهيئات الأجنبية لدى ليبيا وإصدار القوانين التي يقرها مجلس النواب.
ويلزم الاتفاق جميع الأطراف بالتعاون مع جهود حكومة الوفاق الوطني ومنظمات الأممالمتحدة، لمساعدة المهجَّرين والنازحين بغية عودتهم الطوعية والآمنة بأسرع وقت ممكن إلى مناطقهم.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الليبية المعترف بها دوليا تتخذ شرق ليبيا مقرا لها منذ استولت حركة فجر ليبيا على العاصمة طرابلس وأعلنت حكومة من جانب واحد الصيف الماضي. وفي جولات سابقة من المفاوضات اختلفت الحكومتان والبرلمانان طيلة أشهر على كيفية تشكيل حكومة وحدة.
ودعت دول مجموعة السبع في ختام قمتها في ألمانيا الاثنين السلطتين الليبيتين المتنافستين إلى اتخاذ "قرارات سياسية جريئة" وإبرام "اتفاق سياسي"، مشيرة إلى أن تشكيل حكومة وحدة وطنية من شأنه أن "يؤمن دعما كبيرا" للمساعدة في إصلاح البنى التحتية، بما يشمل إعادة تشغيل الخدمات العامة وتقوية الاقتصاد والمساعدة على استئصال الإرهابيين والشبكات الإجرامية.
وبعد أربع سنوات من انتفاضة ساندها حلف الناتو وأطاحت بالعقيد معمر القذافي الذي حكم ليبيا أكثر من 40 عاما، يثير التوتر في ليبيا مخاوف متنامية لدى الزعماء الأوروبيين حيث يحقق المسلحون الإسلاميون مكاسب ويستغل مهربون الوضع لإرسال آلاف المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.