في أفق 2010 اكادير مدينة بدون صفيح، هي عبارة كانت تفرحنا كلما وجدناها في لافتة اشهارية، نعم ستكون مدينة اكادير السياحية من اجمل المدن العالمية بمجرد إيواء سكان دور الصفيح والتخلص من التهميش. لكن من 2010 ونحن على بعد خطوات قليلة من 2012 أي ما يعادل سنتين والسكان لازالوا بين كلمتين " سيروا حتى نعيطو لكم" ما كان في الجيب من موارد مالية لم يتبقى منه سوى ما يشتري به الإنسان كفنه إن هو وجد مكان يدفن فيه. و بعد توزيع البقع الأرضية على بعض المعوزين يطرح السؤال نفسه، كيف سيتمكن هؤلاء الأشخاص من بناء منازلهم ؟ قمنا بطرح السؤال على العديد من الساكنة فكان جوابهم كالتالي: محمد : الحل الوحيد بالنسبة لي هو أن استرجع الصفيح الخاص ببراكتي القديمة وأعيد تهيئة منزل صفيحي أخر بنفس الطريقة حسن : الحديد غالي واسمنت غالية والبريك غالي والمهندس ورخصة البناء حتى هما غالين اللهم البراكة حسن ليا هي لغادي ندير فاطنة : أنا عندي جوج ولاد مازالين صغار معطوني البقعة في بلوك "د" حتى مبقى عندي باش نبني أش غادي ندير شوفوا غير أنتما... تركتني في حالة ذهول من أمرها وذهبت وهي تضحك. وهناك ردود مؤثرة وحزينة، فمن الناس من أنشأ نصف منزل وقام بتغطيته بالبلاستيك، ومنهم من ينام في بقعته بدون ستار إلى أن يجد الحل...... الأهم من كل هذا هو أننا تخلصنا من دور الصفيح وكنا عند الوعد فلا يهم الكيف أو الكم. لكن بعد كل هذا جاءت الفرحة الكبرى التي فاجأت الجميع، ففي عوض الوعد الذي قدم للساكنة على أساس أن أنزا ستصبح منطقة سياحية من الدرجة الأولى، تم تفويت بلوك "ب" بأنزا لإنشاء محطة التطهير، أي كما يطلق عليها اليوم سكان أنزا اكبر منجم لروائح الكريهة على الصعيد الجهة... ولتفادي هذه الظاهرة فقد حضر سكان أنزا لكل دورات المجلس ليقول " لا " وضعوا الكمامات لتوضيح الأمر لكن كل هذا المجهود كان بدون فائدة، فقد تم تفويت الصفقة إلى أصحابها بالموافقة معظم المستشارين. للأسف فقدت أنزا لرواجها التجاري، وأناسها الطيبون، وأصبح الصغير قبل الكبير يفكر كيف سيكون المستقبل.