ذُهِل المصلون، أمس الجمعة، في مسجد الشيخ البشير الإبراهيمي في قلب بلدية الجزار بولاية باتنة، بعدما لاحظوا تغير اتجاه المحراب خلال صلاة الجمعة، وانقسموا بين قائل إن القبلة التي كانوا يصلون اتجاهها طيلة أربعة عقود، لم تكن مكةالمكرمة، بل مدينة في فلسطينالمحتلة، فيما يرى آخرون أن القبلة الأولى هي الصحيحة. وأثير هذا الجدل، تقول بعض المصادر الاعلامية الجزائرية، عقب عملية ترميم مست المسجد، تم خلالها هدم ثم إعادة بناء المحراب، حيث تفاجأ المصلون عند قدومهم لآداء صلاة الجمعة أمس، بانحرافه عن مكانه السابق بعدة درجات، ليتبين بعد ذلك حسب القبلة الجديدة أنهم كانوا يولون وجوههم في كل صلاة قبالة مدينة في فلسطينالمحتلة، بدل الكعبة الشريفة في مكةالمكرمة.
وأضافت نفس المصادر، إستنادا إلى أحد مشايخ المنطقة الذي قال إن المسجد تأسس سنة 1974، وكانت تقام به في السنوات الأولى لبنائه الصلوات الخمس، ويصل عدد المصلين فيه إلى نحو 2500 مصل، مضيفا أن مشكل انحراف القبلة لم يكن مطروحا خلال هذه المدة، خاصة وأن المجلس العلمي في مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بباتنة أوفد قبل سنوات لجنة مزودة بأحدث التجهيزات لمعاينة وضع المسجد والمحراب، فلم تشر إلى وجود انحراف لا من قريب ولا من بعيد، إلى أن استغل أحد الموظفين بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف عملية الترميم، ليقترح التحقق من القبلة بالإعتماد على بوصلة هاتف نقال كان يحمله، ويقول بأنه جد متطور ولا يخطئ القبلة أبدا.
وظهرت على مرتادي المسجد أمس الجمعة علامات الحيرة والذهول، وحصل لهم ارتباك كبير، كما طغى موضوع تحويل القبلة على حديثهم، حيث استنكر بعضهم العملية لكونهم صاروا يولون وجوههم قبل الخرطوم في السودان، مستندين في ذلك على قول أحد الخبراء، فيما استحسن آخرون الفعل، واعتبروا أن الظروف صارت مواتية بعد الترميم لتدارك خطأ ظاهر في شرط من شروط صحة الصلاة.
أما آخرون، تقول ذات المصادر، فتساءلوا عن مشروعية صلاتهم ومدى صحتها خلال أكثر من 40 سنة، في حين فكرت فئة منهم في القيام بنفس الإجراء بباقي المساجد. أما من اختلف عليهم الأمر واختلط، ففضلوا مغادرة المسجد وأقسموا بأغلظ الأيمان بأن لا رجعة إليه بعدما صار ذا قبلتين.
وتعليقا على قلق المصلين، تضيف المصادر نفسها، ذكر مشايخ المنطقة بأن الانحراف اليسير عن القبلة لا يبطل الصلاة، لأن البعيد عن الكعبة المشرفة يكفيه الاتجاه إلى جهتها، ولا يشترط في حقه الاتجاه إلى عينها حتى تصح صلاته.
ونفى خطيب المسجد المفتش عيسى محمدي ، حسب ما اوردته جريدة الشروق الجزائرية، أن يكون تغيير القبلة قد تم بالإعتماد على هاتف نقال، مضيفا أنه حصل على رخصة من طرف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بتغيير اتجاه المحراب، بعدما تأكد انحراف القبلة ب 40 درجة.