قال عبدو مامان، الفائز بالنسخة الخامسة لجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، إن على البلدان الأفريقية أن تتعلم الكثير من التجربة المغربية في مجال الماء لريادتها ونجاحها في توفير رؤية مستقبلية على المدى البعيد. وأوضح مامان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن بلدان جنوب الصحراء مثلا، قد تستفيد الكثير في إطار تعاون مع المملكة، من نتائج التجربة المغربية وتتجنب تضييع مزيد من الوقت في البحث عن حلول لمعضلة تدبير الموارد المائية.
وأعرب المقاول الاجتماعي النيجري عن اعتزازه بالفوز بجائزة "تحمل إسم ملك عظيم عمل الكثير وكرس جزءا كبيرا من حياته وجهده لإيجاد حلول لمشاكل ندرة الماء وتعبئة موارده والحفاظ عليها، وتشجيع تعاون دولي واسع بهذا الخصوص".
وأضاف أن المهتمين بقطاع الماء في بلاده كانوا يسمعون عن جهود جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني بهذا الصدد، سواء في المغرب أو ببعض البلدان الأفريقية، "ولكنني اطلعت عن قرب، خلال مشاركتي في أحد المنتديات بمدينة طنجة، على ما حققه المغرب في المجالات العلمية والتكنولوجية المرتبطة بالماء، كما تأكد لنا أن الرؤية الطموحة والاستباقية للملك الراحل غيرت المغرب كلية في ما يتعلق بتدبير الماء واستعماله وتوزيعه".
وعبر عن الأمل في تعزيز التعاون وإقامة شراكات في مجال الماء بين المغرب وبلدان جنوب الصحراء، وخصوصا بلده النيجر، الذي يحمل اسمه أحد أكبر أنهار أفريقيا "دون أن يستفيد منه لأسباب جغرافية واجتماعية".
وأشار إلى أن فوزه بالجائزة وتسليمه إياها، خلال الجلسة الافتتاحية، أكسبه شهرة وأثار الانتباه لمقاولته ولنظام السقي الذي ابتكره، مما جعل العديد من الفعاليات الموازية للمنتدى وبعض المنظمات كمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) تدعوه لتنشيط بعض الورشات، إضافة إلى تمكنه من إقامة العديد من الشراكات لفائدة مؤسسته.
وقد منحت لجنة تحكيم جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء لعبدو مامان تقديرا لنظام ابتكره لتتبع السقي والتحكم فيه عن بعد باستخدام الهاتف المحمول والاعتماد على الطاقة الشمسية لتشغيله، الشيء الذي يجعل منه حلا فعالا في مواجهة إشكاليتين مترابطتين، ألا وهما الطاقة والماء.
ويذكر أنه تم إحداث "جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء" سنة 2000، بمبادرة تبناها المغرب والمجلس العالمي للماء، تكريما لذكرى جلالة المغفور له الحسن الثاني ولجهوده من أجل تعزيز التعاون الدولي للحفاظ على الموارد المائية.
وتمنح الجائزة للأشخاص أو مجموعة أشخاص أو منظمة ساهمت بشكل فعال في الابتكار التكنولوجي أو المؤسساتي أو المالي، لضمان ولوج الجميع إلى الماء والطاقة والصرف الصحي، في ظل التغيرات التي يشهدها العالم على المستويات المناخية والسوسيو اقتصادية والديمغرافية.
وقد خصصت جائزة هذه الدورة لموضوع "الابتكار من أجل تحسين الولوج إلى الماء والطاقة والصرف الصحي في ظل التغييرات الشاملة".