تشكل الدورة السابعة للمنتدى العالمي للماء المنعقدة حاليا تحت شعار "الماء من أجل مستقبلنا" بمدينة دايكو في كوريا الجنوبية إلى غاية 17 أبريل الجاري مناسبة لإبراز تجربة المغرب وابتكاراته في مجال تدبير الموارد المائية. وأوضح بلاغ للوزارة المنتدبة المكلفة بالماء، امس الإثنين، أن المملكة ستسلط الضوء على هذه التجربة من خلال حضورها على مستوى المعرض العالمي للماء الذي يقام على هامش الدورة الحالية للمنتدى العالمي للماء، حيث سيمكن "جناح المغرب" الممتد على مساحة تناهز 144 متر مربع أيضا من التأكيد على نظرة المغرب الاستراتيجية في مجال الماء.
وانطلقت الدورة السابعة للمنتدى، أول أمس الأحد، بمشاركة وفد رسمي مغربي رفيع، يقوده رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ويضم وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد القادر عمارة والوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، والوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، سمية بنخلدون.
وتميزت الجلسة الافتتاحية للمنتدى بتكريم وتقدير المغرب من خلال تسليم النسخة الخامسة من جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، والتي منحت للمقاول الاجتماعي النيجري السيد أبدو مامان مدير شركة "تيك-إنوف-نيجر"، مكافأة له على تطويره لحل جديد مبتكر ومتكامل في مجال السقي عن بعد.
وتتمثل هذه الجائزة في كأس تذكاري، وشيك بقيمة 100 ألف دولار أمريكي وشهادة، سلمت للفائز من طرف كل من السيد ابن كيران والسيدة أفيلال، والسيد لويك فوشون الرئيس الشرفي للمجلس العالمي للماء.
وأشار البلاغ إلى أن رئيس الحكومة ذكر بالمناسبة أن خلق جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء يعتبر بمثابة اعتراف دولي باختيارات المغرب، الذي وضع مسألة الماء من أولويات سياساته الوطنية، مؤكدا أن لجنة تحكيم الجائزة، وبعد اطلاعها على مختلف ملفات الترشيح، تبينت لها الجودة العالية لجميع مضامين المواضيع التي تقدم بها المرشحون (40 مرشحا من مختلف أنحاء العالم).
وأضاف أن ذلك سيساهم في إغناء النقاش حول الإشكاليات المتعلقة بالماء، وكذا في إثارة اهتمام المنتظم الدولي والفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين بعدد من القضايا المتعلقة بالماء والتنمية المستدامة والولوج العادل لهذه المادة الحيوية.
واعتبر ابن كيران أن انتقاء المقاول الاجتماعي السيد أبدو مامان أملته قوة الجانب التقني والعملي لمشروعه، الذي يجمع بين السقي عن بعد والطاقة الشمسية، الشيء الذي يجعل منه حلا مبتكرا وفعالا في مواجهة اشكاليتين مترابطتين، هما، الماء والطاقة، في الدول النامية.
من جانبها، قالت أفيلال "اخترنا تشجيع التكنولوجيا التي بإمكانها خلق الفارق، والمساهمة في تحسين ظروف عيش الأفراد والإنسانية جمعاء".
كما أشار بلاغ الوزارة المنتدبة إلى أن الجلسة الافتتاحية تميزت بعرض فيلم مؤسساتي حول "الماء والمغرب" تعزيزا لصورة المملكة على صعيد مجتمع الدولي للماء، خاصة انه البلد الذي حظي بشرف تنظيم أول منتدى عالمي للماء على أرضه سنة 1997 بمراكش.
وقام رئيس الحكومة، عبد الاله بن كيران، مرفوقا بكل من عمارة والسيدتين أفيلال وبن خلدون بزيارة رواق المغرب على هامش الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي يحضره 35 ألف مشارك من 170 دولة يمثلون حكومات، ومنظمات دولية، ومنظمات غير حكومية، ومعاهد أبحاث، وشركات، ووسائل إعلام وغيرها.
وتم إحداث جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء بمبادرة مشتركة للمجلس العالمي للماء والمملكة المغربية في مارس سنة 2000 وذلك خلال انعقاد الدورة الثانية للمنتدى العالمي للماء، ومنذ ذلك الحين أصبحت تمنح كل ثلاث سنوات، حيث تعتبر تكريما لتفوق الفائز بها ولإنجازه المتميز في مجال الموارد المائية على جميع الأصعدة.