وضعت حكومة غينيا الاستوائية الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في مأزق حقيقي، بعد تخليها عن مجموعة من الالتزامات بشأن تنظيم الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا 2015، وربطت ذلك بالتراجع غير المنتظر لأسعار النفط في الأسواق العالمية. كشف مصدر عليم بأن رئيس غينيا الاستوائية أمر لجنة تنظيم “كان 2015” بتسخير كل الإمكانات من أجل وضع العشب الطبيعي في الملاعب المقرر أن تحتضن مباريات النسخة الثلاثين لكأس أمم إفريقيا، والتي تُشرف عليها شركة إسبانية، اقتناعا منه بأن الأرضية هي أكثر ما يهم “الكاف” حتى تجري المباريات التي سيشاهدها الملايين من المتتبعين في أفضل الظروف، خاصة بعد فضيحة ملعب الرباط خلال الموندياليتو الذي حوّل الفرجة الكروية إلى مهزلة حقيقية. وعدا الأرضيات، فإن السلطات في غينيا الاستوائية قامت بإشعار “الكاف” بأنها غير قادرة على الالتزام بتعهداتها السابقة، حين وافقت على تعويض المغرب في آخر لحظة لإنقاذ “كان 2015” من التأجيل أو الإلغاء، وحجة رئيس غينيا الاستوائية تتمثّل في تراجع أسعار النفط التي جعلت بلده يُقبل على أزمة مالية كبيرة خاصة وأن غينيا الاستوائية تعتبر من البلدان الغنية بالبترول وهو مصدر المداخيل للبلد. وحسب مصدرنا، فإن حكومة غينيا الاستوائية تراجعت عن التكفّل بنقل المنتخبات برا وجوا خلال الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا، وطلبت من “الكاف” التكفّل بذلك، وهو ما أحرج كثيرا هيئة عيسى حياتو التي وافقت على مضض، كونها وجدت نفسها، بعد تجريد المغرب من شرف تنظيم “كان 2015”، مجبرة على قبول شروط غينيا الاستوائية، كونها شرعت في التحضير للدورة النهائية في أقل من شهرين. ولم يستبعد مصدرنا أن تتخلى غينيا الاستوائية قبل انطلاق “الكان” عن التزامات أخرى بسبب الوضعية المالية الصعبة، وهو وضع يُنذر أن تكون النسخة الثلاثون لنهائيات كأس أمم إفريقيا الأسوأ على الإطلاق من كل الجوانب، خاصة من الجانب التنظيمي، وهو ما يزيد حتما من غضب عيسى حياتو على المغرب الذي تسبّب موقفه الرافض لإجراء “كان 2015” في موعده بسبب تهديد "الايبولا"، في التحضير للموعد في ظروف كارثية. وفي هذا السياق، وضعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم احتياطاتها تحسبا لأي طارئ، وستوفد مندوبيها الأربعة وهم نائب رئيس الاتحادية جهيد زفزاف والمكلّف بالمنتخب الوطني وليد صادي وطبّاخ المنتخب فريد نمّيري والبيطري أوزنالي، يوم 9 جانفي الجاري إلى مونغومو للوقوف على مدى استعدادات غينيا الاستوائية لاستقبال المنتخب الجزائري على الأقل، خاصة وأن “الفاف” نجحت في جعل المنتخب الجزائري يقيم بفندق لوحده في مونغومو الذي لا يتوفر سوى على أربعة فنادق، بينما سيقيم منتخب السينغال أيضا في فندق لوحده أقل رفاهية من فندق “الخضر”، في الوقت الذي سيتقاسم فيه منتخبا غانا وجنوب إفريقيا نفس الفندق. وستجد المنتخبات الأربعة نفسها في مأزق بشأن ميدان التدريبات، كون لجنة التنظيم وضعت ملعبا واحدا فقط تحت تصرّف المنتخبات الأربعة، ما يلزم المنتخبات بالاحتكام إلى القرعة من أجل تحديد توقيت إجراء الحصص التدريبية، بعد رفض لجنة التنظيم استغلال الملعب الرئيسي لإجراء التدريبات.