أكد رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، اليوم الخميس خلال ترؤسه الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أن الأخيرة، وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، حريصة على إحصاء آثار الفيضانات التي عرفتها عدد من مناطق المملكة مؤخرا ومعالجة الخسائر الناجمة عنها للتخفيف من معاناة المواطنين. وأوضح الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، إدريس الأزمي الإدريسي، في بلاغ تلاه خلال لقاء صحافي عقب أشغال المجلس، أن السيد ابن كيران أخبر المجلس أن السيد وزير الداخلية والسيد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، وبأوامر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد توجها من جديد إلى مدينة سيدي إفني للوقوف على الوضعية ومواكبة عمليات إغاثة بعض الدواوير التي مازالت في وضعية صعبة.
وأبرز أن "رئيس الحكومة ذكر بأن المملكة لم تخرج بعد من مخلفات أمطار الخير والتي مكنت من ملء السدود، كما سيكون لها أحسن الأثر على الموسم الفلاحي وعلى الفرشة المائية، منوها بخطاب الصراحة والمسؤولية الذي طبع تدخلات المسؤولين حول حجم الخسائر وتقدم عمليات الإغاثة".
وأضاف الأزمي الإدريسي أن الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، السيدة شرفات أفيلال، قدمت عرضا بينت فيه أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها البلاد وخاصة بالأقاليم الجنوبية والوسط ومرتفعات الأطلس والجنوب الشرقي قد تجاوزت بكثير في ظرف وجيز المعدل الذي تعرفه هذه المناطق خلال سنة كاملة.
وقالت السيدة أفيلال إن هذه التساقطات القوية قد نتج عنها فيضانات عارمة في معظم الأودية الموجودة بالأحواض المائية لتانسيفت وزيز كير غريس ودرعة واسن وتامري وسوس ماسة، مضيفة أن صبيب الذروة المسجل بوديان المنطقة تجاوز الصبيب المسجل على مدى 40 إلى 50 سنة في محطات القياس المختلفة.
وأكدت الوزيرة أن السدود أدت دورا مهما وفعالا في الحماية من الفيضانات من خلال التحكم في الحمولات القوية والاستثنائية المسجلة في الفترة الممتدة من 20 نونبر الماضي إلى 2 دجنبر الجاري حيث ساهمت في الحد من خطورة الفيضانات التي عرفتها المناطق المعنية ومكنت هذه السدود من تخزين أكثر من 700 مليون متر مكعب، مشددة على أنه كان من شأن هذا الحجم إحداث فيضانات مهولة وخسائر أكثر فادحة في غياب هذه المنشآت.
وأضافت أنه وخلال هذه الفترة، تم تتبع تطور نسبة امتلاء السدود والأحواض وتم القيام في بعض الحالات بإجراء إفراغات استباقية من أجل تصريف الأوحال مع مراعاة الطاقة التصريفية للأودية.
وأفادت الوزيرة بأنه وبفضل أمطار الخير التي عرفتها المملكة، تم تسجيل موارد مائية مهمة تقدر ب 2,7 مليار متر مكعب بمجموع سدود المملكة من 20 نونبر إلى 2 دجنبر 2014، موضحة أن هذه الموارد مكنت من تحسين نسبة ملء السدود بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة حيث ارتفعت من 53,8 في المائة يوم 20 نونبر إلى 65,7 في المائة يوم 2 دجنبر، وهو ما يعادل 10,3 مليار متر مكعب كمخزون إجمالي.
وأوضحت أن هذا المخزون سيمكن من تأمين حاجيات الماء الشروب بالنسبة لمختلف المدن المزودة انطلاقا من تلك السدود وتزويد الدوائر السقوية للموسم الفلاحي في أحسن الظروف وتحسين مستوى إنتاج الطاقة الهيدروكهربائية.
كما أكدت أنه تم تجاوز الخصاص الذي كانت تعاني منه أحواض سوس ماسة درعة وزيز كير غريس قبل التساقطات الأخيرة حيث كانت وضعية المياه المخصصة للماء الشروب جد مقلقة خاصة بمدن أكادير وزاكورة والراشيدية وتينغير جراء شح التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة، مضيفة أن الأمطار الأخيرة مكنت أيضا من الاطمئنان على تزويد هذه المناطق في المستقبل.
وأبرزت، في هذا الصدد، أن نسبة ملء السدود بهذه المناطق عرفت تطورا مهما جدا بين 20 نونبر و 2 دجنبر الجاري، حيث ارتفعت نسبة ملء سدود يوسف بن تاشفين من 20,6 في المائة إلى 103 في المائة، وعبد المومن من 17,2 في المائة إلى 56 في المائة، وأولوز من 41 في المائة إلى 103 في المائة، والمختار السوسي من 39,6 في المائة إلى 99 في المائة، ومولاي عبد الله من 28,4 في المائة إلى 104 في المائة، وأهل سوس من 71 في المائة إلى 102 في المائة، وسد المنصور الذهبي من 51,7 في المائة إلى 108 في المائة، وتوين من 12,5 في المائة إلى 67 في المائة، وسد حسن الداخل من 19 في المائة إلى 57 في المائة.