قال محمد الهاشمي، أستاذ باحث في العلوم السياسية بجامعة ابن زهر بأكادير، إن الخطاب السامي الذي وجهه مساء أمس الخميس صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال39 للمسيرة الخضراء، إعلان رسمي عن بداية تنزيل النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وأكد محمد الهاشمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على "الطابع العقلاني للقرارات التي يتخذها جلالة الملك فيما يتعلق بملف الصحراء، إذ لم يعد هناك مجال لقرارات وليدة اللحظة والظرفية، بل أصبحت مبنية على دراسات وأبحاث علمية تتيح معرفة الواقع قبل التدخل بإصدار قرارات للفعل في هذا الواقع".
وذكر، في هذا الصدد، بتكليف جلالة الملك محمد السادس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالقيام بدراسة نقدية للنموذج التنموي المعتمد في الصحراء.
وأبرز الباحث أيضا أن الخطاب الملكي السامي اعتمد على لغة علمية تقوم على ارقام ومعطيات دقيقة للدفاع عن وجهة النظر المغربية فيما يخص الوضعية السوسيو اقتصادية للأقاليم الجنوبية وهو معطى جديد، يضيف الهاشمي، "يقطع مع اللغة العاطفية التي طالما طغت على تعاطي المسؤولين المغاربة مع هذه القضية".
أما النقطة الثالثة التي أثارها الباحث في قراءته لخطاب جلالة الملك فتتعلق بنبرة الخطاب ككل "والتي تشكل امتدادا للخطاب الملكي بمناسبة انعقاد الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تؤشر على بداية تحول الدبلوماسية الهجومية كأسلوب للدفاع عن مصالح البلاد ليس فقط أمام المنظمات الدولية بل أيضا، أمام القوى الكبرى المؤثرة على التوازنات الإقليمية في المنطقة، وهو ما يتجلى بوضوح لافت في مطالبة جلالة الملك لهذه القوى بالقطع مع سياسة الغموض واعتماد مواقف أكثر وضوحا".