ازدادت عزلة الزعيم الليبي معمر القذافي، بعد أن بات يواجه معارضة مسيطرة في الشرق وضغوطاً دولية تحضه على وقف حمام الدم أو التنحي، مع ازدياد مخاوف المجتمع الدولي من كارثة انسانية بسبب النزوح والهجرة هرباً من العنف،من هو معمر القذافي ؟ يعتبر العقيد الليبي معمر القذافي من أقدم الزعماء العرب، حيث قضى في الحكم حتى الآن 41 عاما، ومن أبرز الأزمات الدبلوماسية التي تعرضت لها ليبيا خلال هذه الفترة قضية لوكربي حيث فرض على ليبيا حصار وسلمت مواطنين ليبيين متهمين ثم قبلت تسوية للقضية ستدفع بموجبها 2.7 مليار دولار. المولد والنشأة ولد معمر القذافي بمدينة سرت عام 1942، وتلقى تعليمه الأول في بلدته ودرس ما بين 1956 و1961 في سبها. وأثناء دراسته الأولى كان مع بعض زملائه يشكلون نواة لحركة ثورية سيكون لها شأن فيما بعد. رغم تفوق القذافي في دراسته تعرض للطرد من المدرسة نظرا لنشاطاته السياسية، ومنذ الصغر تأثر بشخصية الزعيم المصري جمال عبد الناصر. بعد ذلك أكمل دراسته في الأكاديمية العسكرية ببنغازي حيث تخرج فيها عام 1963 وأرسل في بعثة للتدريب العسكري ببريطانيا عام 1965. الانقلاب العسكري كون القذافي مجموعة الضباط الوحدويين الأحرار عام 1964 ولعب دورا جوهريا في الانقلاب على الحكم السنوسي في ليبيا. وفي الأول من سبتمبر/ أيلول 1969 أطاحت مجموعة الضباط الوحدويين الأحرار بالملك إدريس السنوسي وأعلنت الجمهورية في ليبيا. الاتجاهات الفكرية ألف العقيد الليبي عام 1976 كتابا ضمنه معظم أفكاره السياسية أطلق عليه “الكتاب الأخضر”، ويعرض فيه لما يسمى بالنظرية العالمية الثالثة التي يعتبرها المؤلف تجاوزا للماركسية والرأسمالية والتي تستند إلى حكم الجماهير الشعبية المباشر. ناصر القذافي الكثير من حركات التحرر وساعد الكثير منها بالمال مثل حركة الباسك في إسبانيا والحزب الجمهوري الإيرلندي و كان وراء تأسيس جبهة البوليساريو الإنفصالية التي تسعى لاستقلال الصحراء عن المغرب و مدها بالمال و السلاح،كما دعم الحركات الفلسطينية الثورية. علاقته مع الولاياتالمتحدة شهدت العلاقات الليبية الأميركية توترات حادة لأسباب متعددة منها التوجهات الفكرية للعقيد الليبي الذي يعتبر الولاياتالمتحدة رمزا للرأسمالية المستغلة، واتهام واشنطن له بمناصرة ما تعتبرها منظمات إرهابية. ووصل توتر العلاقة بينهما إلى الذروة حينما قامت الطائرات الأميركية بقصف مقره صيف عام 1986 ولكنه نجا من الهجوم. قضية لوكربي في عام 1988 اتهمت الولاياتالمتحدة وبريطانيا الجماهيرية الليبية بتدبير سقوط طائرة شركة الخطوط الجوية الأميركية بان أميركان فوق بلدة لوكربي عام 1988 في أسكتلندا والتي مات فيها 259 راكبا إضافة إلى 11 شخصا من سكان لوكربي. ففرضت الولاياتالمتحدة حصارا اقتصاديا على ليبيا في عام 1992. وقد توصلت ليبيا إلى تسوية هذه القضية في أغسطس/ آب 2003 بعدما سلمت مواطنيها عبد الباسط المقرحي والأمين فحيمة للقضاء الأسكتلندي ليحاكمهما في هولندا فحكم على الأول بالمؤبد وبرأ ساحة الثاني. رفض التنجي عن الحكم بعد انطلاق ثورة غضب شغبية ضد نظامه،رفض الزعيم الليبي معمر القذافي فكرة مغادرة بلاده أو التنحي عن السلطة مبديا استعداده ل”مواصلة القتال والاستشهاد على أرض ليبيا الطاهرة” على حد تعبيره.