توافدت الجالية المغربية المقيمة في ولاية فلوريدا الأمريكية، يومي السبت والأحد الماضيين، بشكل كبير على القنصلية المتنقلة، التي نظمتها سفارة المغرب في واشنطن بالتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة في نيويورك. وقد مكنت المكاتب القنصلية، التي أقيمت في قصر تابع لمدينة أورلاندو، مئات المغاربة من الاستفادة من مجموعة واسعة من الخدمات الإدارية المتعلقة بالحالة المدنية، والشهادات الإدارية، وطلبات الحصول على البطائق الوطنية الإلكترونية وجوازات السفر البيومترية، فضلا عن التسجيل في القنصلية. وسهر على تقديم هذه الخدمات ما يقرب من عشرين موظفا دبلوماسيا وعددا من المتطوعين بهذه المناسبة، وهو الأمر الذي استحسنه أعضاء الجالية الذين قدموا من عدة مناطق بولاية فلوريدا.
وعبر المغاربة المقيمين في هذه الولاية التي تقع في جنوب الولايات المتحدة، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن امتنانهم وشكرهم لسفارة المغرب والقنصلية العامة في نيويورك، ومن خلالهما لحكومة صاحب الجلالة الملك محمد السادس على الاهتمام الذي يحظى به المغاربة المقيمون بالخارج، وكذا عن تقديرهم الكبير للرعاية التي يخص بها جلالته رعاياه. وبهذه المناسبة، أبرز القنصل العام محمد بنعبد الجليل، في تصريح مماثل، أن مبادرة القنصلية المتنقلة تندرج في إطار سياسة القرب التي تنهجها المملكة، وكذا في سياق التحضير لعودة هؤلاء المهاجرين إلى المغرب لقضاء عطلة الصيف وبمناسبة شهر رمضان المبارك. وأشار الدبلوماسي المغربي إلى "أن عملا جبارا تم القيام به إلى جانب التعبئة الكبيرة لموظفي القنصلية والسفارة على السواء" من أجل إنجاح هذه العملية. وفي السياق ذاته، عبر المستشار المكلف بالشؤون القنصلية بسفارة المملكة بواشنطن طلال جنان عن تقديره للعمل الذي تم إنجازه، مشيرا إلى أن أزيد من 600 مواطن مغربي استفادوا من خدمات هذه القنصلية المتنقلة التي تشهد، سنة بعد سنة، نجاحا كبيرا يعكسه التوافد المهم للمغاربة المقيمين بالولايات المتحدة والذين زاد عددهم بشكل كبير خلال السنوات العشر الأخيرة. وذكر في هذا الصدد بأن محطة فلوريدا تأتي بعد المحطات التي شملت هيوستن (ولاية تكساس) ولوس أنجلس (ولاية كاليفورنيا) وشيكاغو. من جهته، أبرز خالد أحنيش، ممثل المغاربة المقيمين في بوكا راتون وبالم بيتش، أن هذا النوع من المبادرات يمثل تجسيدا لسياسة القرب التي تنهجها السلطات المغربية، فضلا عن كونها تشكل مناسبة تتيح للمغاربة المقيمين في هذا البلد من أجل اللقاء وإنجاز، في ظروف جيدة للغاية، الإجراءات الإدارية، كما تكفيهم عناء السفر إلى واشنطن أو نيويورك مع كل ما يترتب على ذلك من ضياع للوقت. ويذكر أن القنصلية المتنقلة ستستمر بعد شهر رمضان وستشمل ولايات أمريكية أخرى، بنفس الإرادة والعزم لخدمة الجالية المغربية أينما تواجدت.