قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، امس الخميس بلشبونة، "إننا نمتلك القدرة والعزيمة السياسية من أجل التقدم نحو تعزيز فرصنا الاقتصادية". وأضاف مزوار، خلال ندوة صحفية مع نظيره البرتغالي روي ماشيتي، في أعقاب الاجتماع ال11 لوزراء خارجية دول غرب المتوسط المعروف ب(مجموعة حوار 5 زائد 5)، أن "اقتصاداتنا تكاملية وموارد التنمية في منطقتنا مهمة، ومن هنا يبرز الدور الرئيسي للقطاع الخاص والشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل تقديم إجابات لمختلف الانتظارات".
وأكد أن نجاح المنتدى الاقتصادي الثاني لغرب المتوسط، الذي عقد أمس بلشبونة، يبرز أن هذه المقاربة في التوفيق بين ما هو سياسي واقتصادي أساسية من أجل إعطاء المصداقية للمسار بأكمله وللمقاربة برمتها، مشددا على ضرورة دعم المنتدى الاقتصادي والدفع به وتعزيزه.
وبخصوص الأمن الإقليمي، أشار مزوار إلى أن مقاربة المغرب هي مقاربة تعاون ولكنها أيضا مقاربة أكثر اتساعا تستند إلى أربعة ركائز، ويتعلق الأمر بالشراكة والتبادل والمواكبة حول البعد الأمني والبعد الاقتصادي والتنمية البشرية.
وفي ما يتعلق بالتنمية البشرية، أوضح مزوار أنه بخصوص بلدان الساحل وجنوب الصحراء فإنه من الأساسي القيام بمبادرات ملموسة في مجالات الأمن الغذائي وتنمية الزراعات المحلية، وتنمية مردود الساكنةº مضيفا أن الاستقرار يمر عبر القدرة على العمل في مجال الفلاحة ووضع تدابير موجهة نحو الأنشطة المدرة للدخل.
كما تطرق الوزير إلى البعد الرابع الذي يعكس حساسية كبرى والذي "نحاول من خلاله تقديم مساهمتنا من قبيل البعد الروحي والثقافي، في ارتباط مع الدين"، مؤكدا، في هذا الصدد، أنه لا يمكن للبعد الأمني فقط حل المشاكل، وأن هذا البعد مهم لكنه غير كاف.
وقال مزوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن قضايا السلم والأمن والتهديدات الإرهابية والاتجار في الأسلحة والمخدرات والبشر وغياب الاستقرار في بعض البلدان، كانت في صلب أشغال هذا الاجتماع الوزاري، مع التركيز على الملف الليبي فيما يخص المقاربات والحلول.
وأضاف مزوار، في هذا السياق، أنه تم التركيز، خلال هذا الاجتماع، على ضرورة العمل جماعيا لمساعدة الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني الليبي على الجلوس حول نفس المائدة من أجل التحاور وتحديد الإطار الذي يتعين داخله بناء أو إعادة بناء بلدهم.
وأكد أن "ذلك يشكل أولوية إلى جانب العمل مع كافة المعنيين فيما يخص مستقبل ليبيا في مجال أمن الحدود والمعلومات والمواكبة".
من جهته، أكد رئيس الدبلوماسية البرتغالية أنه "يتعين تشجيع الحوار بين الليبيين" بهدف دعمهم على إحداث المؤسسات التي تمكنهم من بناء دولة حديثة.
وترأس المغرب عقب هذا الاجتماع الوزاري الحادي عشر، بشكل مشترك مع البرتغال، مجموعة الحوار (5 زائد 5).
وسيمكن هذا الاجتماع، الذي ينعقد تحت شعار "الفضاء الغرب متوسطي .. تحديات متقاسمة ومقاربات مشتركة"، من التطرق للرهانات الإقليمية والتحديات المشتركة للدول العشر المكونة للمجموعة.
ويتمحور هذا الاجتماع حول العديد من المحاور الأساسية تهم الأمن والاستقرار في الفضاء الغرب متوسطي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والبيئة، والطاقة والتحولات المناخية، وكذا تعزيز الحوار داخل (مجموعة حوار 5 زائد 5).
وسبق انعقاد هذا الاجتماع الوزاري، الاجتماع الخامس رفيع المستوى لبرلمانات بلدان مجموعة "حوار 5 زائد 5"، و المنتدى الثاني للاقتصاد والأعمال لغرب المتوسط.
وتضم "مجموعة حوار 5 زائد 5"، التي أحدثت سنة 1990 بروما، كلا من المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال. وتروم تكثيف التشاور بين البلدان الأعضاء وتعزيز التعاون الإقليمي والحوار السياسي وتحقيق توافق حول المقاربات التي يتعين اعتمادها بشأن القضايا والإشكاليات ذات الاهتمام المشترك.