أكد رشيد أوراغ، طبيب أطفال ورئيس مصلحة العلاجات المتنقلة بمندوبية وزارة الصحة بالحسيمة، أن المتابعة الجيدة للحالة الصحية للأم وطفلها حديث الولادة، أمر ضروري خلال ال 48 ساعة بعد الولادة من أجل تجنب أي خطر مضاعفات بعد الولادة. وأوضح السيد أوراغ، على هامش الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب "لننقد 10 آلاف رضيع"، أن أغلب المضاعفات التي تسبب في وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، تحدث خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، وأن اعتماد حركات بسيطة ومهمة من شأنها إنقاذ حياة عدد كبير من الأطفال حديثي الولادة. وقال إن مراعاة قواعد النظافة عند الولادة يعد أمرا حاسما للوقاية من التعفنات التي يمكن أن تؤثر على الأطفال حديثي الولادة وتكون لها عواقب وخيمة بسبب نقص المناعة لديهم، مشيرا إلى أن العناية بالطفل حديث الولادة يتم من خلال غسل اليدين بالصابون قبل وبعد القيام بفحصه، واستعمال أدوات معقمة وارتداء البذلة الطبية. ومن جهة أخرى، أكد أنه من الضروري تدفئة المولود بشكل جيد والسهر على الحفاظ على درجة حرارته العادية مباشرة بعد الولادة لأن جسمه غير قادر على التحمل لوحده، مشددا على ضرورة التسريع بتجفيف المولود واستخدام الألبسة الملائمة مع تجنب تعريضه للبرد. وأضاف أن الطبيب المعالج مدعو للتحقق من التنفس السليم للطفل الرضيع، وفي حالة تأكده من وجود صعوبة في التنفس يجب عليه القيام بتحرير الشعب الهوائية عن طريق الشفط والأوكسجين والتهوية وذلك باستعمال البالون المخصص لذلك. من جهة أخرى، اعتبر حليب الأم غذاء كاملا وملائما لصحة الطفل حديث الولادة بالنظر إلى كونه يقوي جهاز المناعة لدى الرضيع، ويزود الجسم بالمضادات الحيوية اللازمة، ويوفر المكونات الغذائية التي يحتاجها، فضلا عن الحماية من نقص السكر في الدم وضمان النمو السليم والتطور العقلي للطفل. وقال إن الرضاعة الطبيعية المبكرة مفيدة للأطفال حديثي الولادة كما لأمهم لأنها تقلص من خطر النزيف بعد الولادة، وتقي من الإصابة بالمرض السكري والسمنة وبعض أنواع السرطان، معربا عن أسفه كون بعض الأمهات تتجنب إعطاء حليبها الأول بعد الولادة للرضيع بسبب لونه وتركيبته المختلفة. وأكد أن النساء الحوامل مدعوات للقيام بزيارات منتظمة خلال فترة الحمل للمراكز الصحية القريبة للاستفادة من التشخيصات الضرورية (تحليلات الدم، التصوير الايكوغرافي)، مشيرا إلى أنه يجب القيام على الأقل أربع فحوصات قبل الولادة من أجل ضمان متابعة جيدة للحمل. وذكر السيد أوراغ أيضا بالدور الذي تضطلع به المولدات في المراكز الصحية وقدرتها على ضمان ولادة طبيعية وآمنة بدون مخاطر، مشيرا إلى أنه في إطار الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب، تنظم جمعية "سلاسل الحياة" ما بين 17 و24 مارس الجاري بالحسيمة دورات تكوينية لفائدة 50 مولدة بالإقليم.