أعلن فريق من العاملين في منظمة صندوق الاستثمار لتطوير الإعلام (ام دي أي أف) الامريكية ، عن مشروع لبناء شبكة عالمية اطلق عليها اسم "اوترنت"‘من الأقمار الصناعية لبث بيانات الإنترنت عبر الأرض مجاناً. ويقوم المشروع على تكوين شبكة من مئات الأقمار الصناعية الصغيرة التي يتم إطلاقها في مدار منخفض حول الأرض، وهي الأقمار التي ستتولى عملية استقبال البيانات من عدة مئات من المحطات الأرضية وإعادة نشرها حول العالم.
وأوضحت المنظمة أن الخطط الموضوع حالياً لشبكة "اوترنت" تضمن وصول المحتوى الذي سيتم بثه من المحطات الأرضية عبر الأقمار الصناعية إلى أي شخص يملك جهاز يدعم الولوج إلى الانترنت، مثل اجهزة الكمبيوتر والأجهزة النقالة الذكية.
ويقول القائمون على المشروع، ان شبكة الانترنت قد نمت في الحجم والأهمية خلال السنوات الماضية، وان الكثير من منظمات حقوق الإنسان، تعتبرها جزء من حقوق البشر الأساسية وحقوقهم في حرية التعبير، وان تقييد الوصول إلى الإنترنت هو انتهاك لحقوق الإنسان.
ويسعى مشروع "اوترنت" للتغلب على العراقيل التى تحول دون الوصول والنفاذ لشبكة الانترنت، وخاصة العراقيل الرقابية من قبل الحكومات وذلك عبر بناء شبكة من مئات الأقمار الصناعية يتم من خلالها نقل البيانات . (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
وسيسمح ذلك لأي شخص لديه هاتف أو كمبيوتر، الوصول إلى البيانات المرسلة إلى الإنترنت من خلال الأقمار عبر مئات من المحطات الأرضية.
وتشير الاحصائيات الدولية الى أن 40 في المائة من الناس في العالم اليوم، لا تزال غير قادرة على الاتصال بالإنترنت، وهذا ليس فقط بسبب قيود تفرضها الحكومات مثل كوريا الشمالية، ولكن أيضاً بسبب التكلفة العالية لجلب الخدمات إلى المناطق النائية.
وسيتضمن محتوى الإنترنت، القابل لتصفحه عبر شبكة "اوترنت"، أخبار من منصات إعلامية مختلفة، ومعلومات من مواقع إلكترونية مثل "ويكيبيديا"، وتطبيقات مثل تطبيق الخرائط مفتوح المصدر " Map Street Open "، إضافة إلى الموسيقى والألعاب والأفلام، بجانب دورات تعليمية مجانية.
ومن شأن المشروع ان يمكن الناس في مناطق مثل سيبيريا وغيرها من المناطق كما في اجزاء من غرب الولاياتالمتحدة إلى الجزر النائية أو القرى في أفريقيا، الحصول على الأخبار في نفس توقيت حدوثها وسيزيد التفاعل وربط تلك المناطق المحرومة من الخدمة ببقية اجزاء العالم الخارجي .
وتهدف منظمة صندوق الاستثمار لتنمية الاعلام (ام دي أي أف) إلى استخدام شبكتها من الأقمار الصناعية في أغراض خدمية أخرى، مثل إرسال إشارات الطوارئ في حالة تضرر أو انقطاع شبكات الاتصالات التقليدية في منطقة ما منكوبة، وهي الشبكة التي ستتكلف عدة مليارات تسعى المنظمة لتوفيرها عبر التبرعات بنشر هدف المشروع.
وقدرت المنظمة نسبة السكان الذين لا يحظون بالقدرة على الاتصال بالإنترنت بأكثر من 60% من إجمالي سكان العالم، وعددت أسباب الافتقار لتلك القدرة ومنها ارتفاع أسعار خدمات الإنترنت ببعض الدول إضافة إلى فرض القيود الحكومية.
وحول تمويل المشروع، اعلنت المنظمة (ام دي أي اف) بانها ستبدأ في حملة جمع اموال للمشروع الذي سيتكلف عدة مليارات، وتتراوح تكلفة بناء واطلاق هذه النوعيه من الاقمار الصناعية مابين 100 الى 300 ألف دولار .
ويأمل القائمون على المشروع ان يبدأ الجدول الزمني للتنفيذ مع بدء الصيف المقبل وتدشين اول اقمار مجموعة البث التي ستحقق منظومة الانترنت المجانية حول العالم .