أكدت افتتاحيات الصحف الأسبوعية أن الجولة الملكية الجديدة في إفريقيا تعد تكريسا للخيار الاستراتيجي للمغرب في إفريقيا، حيث تأتي التنمية الاجتماعية والاقتصادية في صلب المبادرات التي تقوم بها المملكة. وفي هذا الصدد، شددت هذه الافتتاحيات على أن هذه الجولة تعد أيضا ترسيخا للمقاربة الجديدة التي تبناها المغرب من أجل النهوض بدبلوماسية سياسية واقتصادية ترتكز على تعاون جنوب-جنوب وثيق وذي آفاق واعدة.
وأبرزت أنه، وعيا من جلالته بأن إرساء الديمقراطية وتحقيق السلم والاستقرار في العديد من البلدان الإفريقية لا يقتصر على مقاربة أمنية، بل يشمل أيضا تكريس البعد التنموي على كافة الأصعدة، فقد عمل جلالة الملك محمد السادس على بلورة وتجسيد هذه الإرادة والحرص على مساعدة الأفارقة، وذلك من خلال إتاحة تجارب وخبرات المملكة في العديد من المجالات، وكذا عن طريق مضاعفة الشراكات المحفزة لفرص الاستثمار. وفي هذا الإطار، سجل كاتب افتتاحية أسبوعية (لانوفيل تريبين)، فهد يعتة، أن "المهمة الملكية" في إفريقيا جنوب الصحراء ستهم بلدانا تربطها بالمغرب علاقات صداقة متينة وتأثير حقيقي، مضيفا أنه من الواضح للجميع أن أهداف المملكة تتجاوز هذه المرة بحث تعزيز الموقع الدبلوماسي للمملكة في القارة، وخاصة في الجزء الفرانكفوني منها. وأوضح أنه "وبالفعل، وكما تعكس ذلك تشكيلة الوفد المرافق لجلالة الملك، فإن هذه الجولة المطولة في إفريقيا تجسد التزاما مستداما للدولة المغربية ومساهمة المملكة في جهود التنمية بالبلدان الإفريقية الأربع التي تشملها الزيارة الملكية"، مضيفا أنه "م البديهي بالتالي أن تتاح الفرصة للمسؤولين الحكوميين المغاربة لمناقشة وتعميق سبل الشراكة مع نظرائهم بالبلدان الإفريقية، وتحقيق انخراط أكبر للمملكة في مختلف المخططات القطاعية للتنمية". واعتبر الصحفي أن المغرب، الذي يعي اليوم تمام الوعي بأن إفريقيا ستكون منطقة النمو الكبرى خلال القرن الحادي والعشرين، يسعى إلى المساهمة في هذه الدينامية، وذلك من أجل التعبير عن التزامه التضامني إزاء بلدان المنطقة التي تشملها الزيارة، وكذا الاستفادة المشروعة من الاستثمارات الضحمة والمشاريع التنموية التي ستشهدها القارة الإفريقية خلال السنوات والعقود المقبلة. وأضاف أن "كل المقاولات الكبرى التي تنشط في المشهد الاقتصادي المغربي حاضرة ضمن الوفد المشارك، وهو ما يضفي على هذه الجولة الملكية دلالة وبعدا دبلوماسيا اقتصاديا نادرا ما شهدته المملكة حتى الآن".
من جانبها، أكدت أسبوعية (تشالانج) على رغبة المغرب في تطوير علاقاته مع إفريقيا جنوب الصحراء على أساس مشروع قائم على السلم والاستقرار والتنمية. وأضافت الأسبوعية بأن "الزيارة الملكية لكل من مالي وغينيا وكوت ديفوار والغابون ترسي لبنة أخرى في صرح هذا التعاون" مشيرة إلى أن الموقف المغربي، المتمثل في تجاوز البعد الأمني والنهوض بمسلسلات الانتقال الديمقراطي وتحقيق مشاريع تنموية، يحظى بإشادة الجميع. وأكدت أن "هذه الدبلوماسية الحافلة بالقيم، والبناءة والمحترمة للدول والمجتمعات، والمنخرطة في القضايا الإنسانية، تجني ثماره صبرها. فالاستقبال الذي خصص لجلالة الملك يشكل دليلا بارزا على هذا الأمر". من جهتها، أفردت (لوروبورتر) ملفا خاصا لهذه الزيارة الملكية، حيث كتبت أن إفريقيا توجد في صلب أولويات الدبلوماسية المغربية واستراتيجية تطوير المجموعات الخاصة الكبرى". وأضافت المجلة في هذا الملف أن هذه الجولة الإفريقية تشكل "دليلا جديدا على انخراط والتزام جلالة الملك بتطوير العلاقات بين المغرب وإفريقيا". وأبرزت في هذا الصدد أن "الجولة الملكية تشمل العديد من الجوانب، حسب كل بلد تشمله. فعلى المستوى الديني، على سبيل المثال، لطالما انتظر الغينيون زيارة أمير المؤمنين جلالة الملك.
فالعلاقات الدينية العريقة القائمة بين المملكة وجزء من القارة الإفرقية تكرس حضور المغرب". وأضافت أن "شعبية" جلالة الملك "تترسخ بالتالي عبر تعاون اقتصادي يخدم قضية الصحراء المغربية". وكتبت أسبوعية (لوبسيرفاتور دي ماروك) أن "الجولة الملكية في إفريقيا تندرج في إطار الاستمرارية. استمرارية سياسة قائمة على التعاون جنوب-جنوب وتغطي جميع المجالات"، مضيفة أن الدبلوماسية المغربية تمكنت من فرض نفسها. وأضافت الصحيفة أنه "على المستوى الاقتصادي، أصبحت المملكة تشكل قطبا بالنسبة لإفريقيا حيث إن النظام البنكي والاتصالات والبناء والأشغال العمومية والمجموعات المغربية الكبرى أصبحت حاضرة في إفريقيا" معتبرة أن المرحلة الجديدة ستكون مرحلة "جذب الاستثمارات الأجنبية ومواكبتها على مستوى القارة، التي تزخر بإمكانيات نمو تعد الأهم من نوعها على الصعيد العالمي".