أشادت أندري شامباني، الرئيسة الدولية للجمعية البرلمانية للفرانكفونية والنائبة بمجلس الشيوخ الكندي، بارتباط المغرب الوثيق بقيم الفرانكفونية، المتمثلة أساسا في التعاون والانفتاح والتسامح والاحترام وحقوق الإنسان، مضيفة أن المغرب استطاع، من خلال نموذجه الديمقراطي، التعامل بإيجابية مع المطالب الاجتماعية. ودعت شامباني، خلال اجتماع مكتب الجمعية البرلمانية للفرانكفونية، الذي افتتحت أشغاله اليوم الأربعاء بالرباط، إلى تصور نموذج فرانكفوني متعدد من أجل المستقبل، معتبرة أن اجتماع الرباط، التي توجد في ملتقى العالم الفرانكفوني والعالم العربي وكذا العالم الأنجلو-ساكسوني، يشكل مناسبة لتدارس سبل تحقيق إشعاع الجمعية البرلمانية للفرانكفونية وتحديد توجهات عملها.
ويناقش اجتماع مكتب الجمعية البرلمانية للفرانكفونية سبل النهوض بالعمل البرلماني ضمن الفضاء الفرانكفوني، وتعزيز مكانة الجمعية كفاعل هام ضمن العلاقات الدولية خاصة بالقارة الإفريقية، من خلال توطيد علاقات الصداقة والتعاون بين أعضاء الجمعية.
وقال كريم غلاب رئيس مجلس النواب، في كلمة افتتاحية لهذا الاجتماع الذي ينعقد على مدى يومين، إن الجمعية مدعوة إلى تعاون أكثر تضامنا ونجاعة وابتكارا، يستجيب لانتظارات الناخبين، مؤكدا استعداد المغرب ضم جهوده وخبرته، في إطار الجمعية البرلمانية للفرانكفونية، إلى جهود البلدان الأعضاء في الجمعية، من أجل العمل المشترك على بلورة مبادرات تهدف إلى تثمين التعاون الأوروبي -الإفريقي، الأمريكي - الإفريقي والآسيوي - الإفريقي.
وأضاف أن المغرب، وبحكم موقعه الجغرافي المتميز، شكل على الدوام جسرا بين أوروبا وإفريقيا، وأن المغرب عمل على تعزيز مكانته ليشكل أرضية محورية للمبادلات الإفريقية الأوروبية، حيث اعتمد دبلوماسية "التوافق".
وأبرز أن المغرب عرف كيف يغلب الحكمة حين استدعت الضرورة مشاركته في إطار عمليات الأممالمتحدة لاستتباب الأمن بعدد من البلدان الإفريقية التي كانت تشهد نزاعات، معززا بذلك انخراطه ضمن قيم الفرانكفونية، المتمثلة في الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
وبعد أن نوه بعلاقات الصداقة المتميزة والقوية التي تجمع المغرب بباقي البلدان أعضاء الجمعية البرلمانية للفرانكفونية، "والتي تعد مكسبا هاما يمكن من تصور مستقبلنا بتفاؤل وإرساء شراكتنا على أسس متينة"، اعتبر السيد غلاب أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لتبادل وجهات النظر والتجارب، من خلال نقاش جدي وصريح يهم قضايا ذات الاهتمام المشترك، واستنادا إلى حوار مسؤول لإيجاد حلول للإشكاليات التي تطرحها التحولات الدولية ضمن الفضاء الفرانكفوني، وذلك استجابة لتطلعات شعوب الدول الأعضاء.
وسجل، في هذا السياق، أن المغرب، الذي ظل دائما مهتما بإفريقيا جنوب الصحراء، لم يدخر جهدا من أجل الإسهام في إنجاز برامج التنمية المستدامة لفائدة البلدان التي تواجه العديد من المشاكل التي تعيق إقلاعها الاقتصادي.
وفي تصريح صحافي على هامش أشغال هذا الاجتماع، قال غيوم كيغبافوري سورو، رئيس الجمعية الوطنية الإيفوارية، إن اجتماع الرباط، الذي ينعقد تحضيرا لقمة دكار في شهر نونبر القادم، يشكل مناسبة للقاء من أجل التفكير سويا حول سبل التضامن بين البلدان الأعضاء، والنهوض بقيم الفرانكفونية، كما يعد فرصة لدراسة الوضع السياسي في العديد من البلدان الأعضاء، خاصة بإفريقيا.
واعتبر أن اجتماع الرباط سيمكن من إيجاد السبل الملائمة في أفق التأثير بشكل إيجابي في وضعية العديد من البلدان التي تشهد بعض الصعوبات السياسية، والتضامن معها.
ويناقش اجتماع الجمعية البرلمانية الفرانكفونية، الذي يعرف مشاركة البلدان الأعضاء، سبل النهوض بالعمل البرلماني في الفضاء الفرانكفوني، من خلال دراسة الوضع السياسي ببلدان الفضاء، وستتم خلاله المصادقة على محضر اجتماع مكتب الجمعية البرلمانية للفرانكفونية ل8 يوليوز 2013، وتقديم تقارير حول أنشطة أمين عام الجمعية وتقرير المحاسب حول ميزانية 2014 وإعداد قرار الجمعية بشأن قمة دكار في نونبر 2014.
كما سيتم خلال اللقاء، على الخصوص، عقد اجتماع لشبكة النساء البرلمانيات ودراسة تقرير بشأن التعاون الفرانكفوني متعدد الأطراف وطلبات الشراكة.
يذكر أن الجمعية البرلمانية للفرانكفونية، التي تأسست سنة 1967، تتكون من منتخبين ينتمون إلى 78 من البرلمانات ومجموعات البرلمانيين الذين يتقاسمون قيم ميثاق الفرانكفونية.