أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، اليوم الخميس بمكناس، أن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال يعتبر منعطفا تاريخيا مفصليا في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي من أجل الحرية والاستقلال. وأضاف الكثيري ، خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت والجماعة الحضرية لمكناس بمناسبة تخليد الذكرى ال70 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال وذلك تحت شعار " 11 يناير: نضال عرش وشعب من أجل الحرية والاستقلال ودرس مستمر في التربية على الوطنية والمواطنة"، أن هذا الحدث التاريخي "يوحي بالكثير من الدروس والعبر التي يتعين علينا جميعا صيانتها واستثمارها لترسيخ قيم الوطنية الإيجابية وبثها في نفوس ووجدان وعقول أجيال اليوم والغد لتتقوى فيها الروح الوطنية وحب الوطن والانتماء إليه". وأبرز أن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، الذي سيظل حدثا خالدا في أذهان أبناء الشعب المغربي وستتوارثه الأجيال المتعاقبة، كان نهجا مدروسا ومخططا محكما في مسيرة الكفاح الوطني تجسدت آثاره العميقة في رسم مرحلة جديدة للمعركة التحريرية تميزت بشحذ الهمم واستنهاض العزائم والتعبئة الشاملة. واعتبر السيد الكثيري أن الاحتفاء بهذه الذكرى، التي تشكل لحظة للوفاء والبرور والعرفان بما أسداه الجيل والرعيل الأول من الحركة الوطنية ، يكتسي صبغة خاصة في هذه السنة لأنها تأتي في أجواء التعبئة الوطنية العامة التي تشهدها بلادنا حول قضية الوحدة الترابية للمملكة. من جهته، أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت السيد محمد جاي منصوري، أن تخليد هذه الذكرى يندرج في إطار التعريف بنضال العرش والشعب من أجل حرية واستقلال المغرب والإشادة برموز الكفاح الوطني وتقريب فصول الملاحم الوطنية من الناشئة لاستحضار حمولتها وقيمتها التاريخية كمرجع للقيم النبيلة والوطنية الصادقة. وأشار السيد منصوري إلى أن وزارة التربية الوطنية أولت اهتماما خاصا لترسيخ مقومات الهوية المغربية بوحدة ثوابتها في التوجيهات التربوية وفي المناهج والبرامج لجعل المؤسسات التعليمية فضاءات لحفظ الذاكرة التاريخية المغربية. وأجمعت باقي المداخلات على أن هذه الذكرى تعد من أبهى الصفحات وأشرق المحطات في تاريخ المغرب المعاصر ، تاريخ البطولات والتضحيات والكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، مشيرين إلى أن الاحتفاء بهذه الذكرى يتيح لنا إمكانيات واسعة للتأمل وأخذ العبر لما تحتويه من قيم بطولية. وتم خلال هذا اللقاء، الذي حضره الكاتب العام لعمالة إقليممكناس وممثلو السلطات المحلية ورؤساء المصالح الخارجية وعدد من المنتخبين، منح جوائز مالية لعدد من الطلبة الفائزين في مباراة أحسن البحوث الجامعية المرتبطة بتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير التي نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير برسم السنة الجامعية 2012 - 2013 .