أكد الأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب حميد شباط ، اليوم الأحد بالدارالبيضاء، أن المغرب انخرط في سلسلة من الإصلاحات السياسية والدستورية جعلت منه تجربة متميزة على مستوى المنطقة، حظيت باعتراف كل الدول المؤثرة على مستوى القرار العالمي. وقال شباط، في كلمة له خلال مهرجان خطابي نظمه الاتحاد، تخليدا لذكرى الأحداث التي شهدتها الدارالبيضاء في 8 دجنبر 1952 إثر اغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد والإضراب العام ل 14 دجنبر 1990 بفاس وطنجة، إن استحضار هذين الحدثين اليوم هو لاستلهام العبر والدروس من نضالات الحركة العمالية التي مكنت المغرب من الخروج من عهد الانتهاكات التي وقعت في الماضي إلى عهد جديد يقوم على دولة القانون والمؤسسات. وأبرز في السياق ذاته أن المغرب استطاع بفضل تبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس وتعبئة كل القوى السياسية والنقابية من تجاوز مرحلة دقيقة، والدخول في مرحلة التوافق الاجتماعي من أجل تنزيل الدستور الجديد وإفراز نخب جديدة لتدبير الشأن العام وفق المتغيرات الجديدة التي جاء بها دستور يوليوز 2011 ، وبما يستجيب لتطلعات كافة فئات الشعب المغربي. من جهة أخرى، وجه السيد شباط انتقادات للأداء الحكومي خاصة في ما يتعلق بالحوار الاجتماعي واعتماد نظام المقايسة ، ومقترحات الحكومة بشأن إصلاح أنظمة التقاعد وصندوق المقاصة وأجرأة مقتضيات الدستور الجديد. وشدد على أن دور الحركة النقابية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المغرب يتمثل في الانخراط في عملية التأطير والتكوين " للقيام بثورة سلمية حقيقية" تمكن من حماية حقوق الطبقة العمالية والحفاظ على المكتسبات التي راكمتها طيلة عقود من النضال والكفاح المتواصل. وأكد أن الوقت قد حان لتقوية نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ، وتعزيز صفوفها وفق منظور حديث ، يقوم على العمل المؤسساتي وتدعيم العمل الاجتماعي لفائدة كافة المناضلين على السواء . وفي موضوع آخر، أكد أن حزب الاستقلال بصدد اعتماد مخطط عشري مستقبلي يشمل كافة المؤسسات والهيئات التابعة والموازية للحزب، يحدد المعالم والآليات الأساسية للاشتغال خلال العشر سنوات القادمة، ملحا على أهمية نهج أسلوب القرب والتواصل المباشر مع المواطنين بما يتلاءم والشعار الذي يرفعه الحزب في هذه المرحلة، والداعي إلى "التصحيح والتغيير في أقرب وقت للحفاظ على الربيع الحقيقي الذي يعيشه المغرب ". واعتبر السيد شباط أن إحياء ذكرى الشهيد فرحات حشاد واسترجاع ذكرى المناضلين الذين شاركوا في الإضراب العام ، هي محطة للتأكيد على أن الحركة النقابية هي " القادرة على إحداث التغيير في كل بقاع العالم وفي كل الأزمنة"، داعيا إلى "اتحاد مغاربي يوحد شعوب المنطقة في مجابهة كل التحديات التي تواجهها خاصة منها المتعلقة بالجانب الأمني ". واعتبرت باقي المداخلات في هذا المهرجان الخطابي، المنظم تحت شعار " تجديد العهد لمواصلة جهاد الكرامة"، أن النضالات التي خاضتها الطبقة العمالية والتضحيات التي قدمتها ، أبانت عن قدرة الحركة العمالية على إحداث التغيير والتأسيس لأسلوب جديد في الإدارة السياسية يقوم على المقاربة الديمقراطية والتشاركي