أكد المندوب العام لمعهد الاستشراف الاقتصادي بالعالم المتوسطي جان لوي غيغو اليوم السبت بباريس أن المغرب ،الذي يحتضن عددا من المقاولات الأجنبية العاملة في قطاع الطيران وصناعة السيارات،أضحى نموذجا لجيل جديد من المقاولين. وأعرب جان لوي غيغو الذي كان يتحدث خلال مائدة مستديرة حول موضوع "التوطين المشترك محفز جديد للمقاولات" نظمت في اطار الدورة السابعة (ليوم خلق المقاولات) ،بمبادرة من جمعية " المغرب مقاولون" عن اقتناعه بأن الأنشطة ستتدفق من أروربا في اتجاه بلدان شمال إفريقيا ،وخاصة نحو المغرب المعروف باستقراره السياسي وبالضمانات التي يمنحها للمستثمرين الأجانب ،فضلا عن البنيات التحتية التي يتوفر عليها. وأضاف أن بلدان الشمال مدعوة إلى نسج علاقات شراكة مع بلدان الجنوب تقوم على منطق "رابح -رابح" مشيرا في هذا السياق الى أن التوطين المشترك لا يعني هروب الاستثمارات من بلدان الشمال بل اقتسام الانتاج من خلال الاستفادة من اقتصادات دول الجنوب. من جهته أكد سفير المغرب بفرنسا السيد شكيب بنموسى أن اقتصاد المغرب يعرف بعض المرونة في فترة يشهد فيها المحيط الاقتصادي العالمي تباطؤا سنة 2013 مبرزا أن التوقعات تراهن على نمو بنسبة 4،8 في المائة. واعتبر أن هذه الدينامية مرتبطة بموسم فلاحي جيد ،وبنمو بعض القطاعات ومنها السياحة والصناعة الغذائية وبثقة المستثمرين الأجانب في الاقتصاد المغربي. ولدى تطرقه لبعض نقط الضعف في الاقتصاد المغربي ،وخاصة عجز الميزانية الناجم عن خيار المملكة الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين عبر صندوق المقاصة أو عجز ميزان الأداءات ، أكد السيد بنموسى على ضرورة توفير شروط دائمة لاحداث المقاولات عبر تشجيع النهوض بالمقاولات والصناعات الصغرى والمتوسطة الكفيلة بتنمية الصادرات نحو الخارج. وأضاف أن التوطين المشترك عبر شراكة رابح -رابح يجب الا يتم فقط من أجل الحفاظ على الاسواق الموجودة وإنما أيضا من أجل ولوج أسواق جديدة مبرزا في هذا السياق أن المغرب الذي استقرت به نحو مائة مقاولة في مجال صناعة الطيران، تحقق رقم معاملات يصل الى مليار اورو وتساهم في خلق تسعة ألاف منصب شغل، أضحى فاعلا ونقطة مرور الى السلسلة العالمية للانتاج. وأشار الى أن المغرب الذي عرف كيف يستثمر قربه الجغرافي من أوروبا عبر إنجاز مشاريع مهيكلة في مجال البنيات التحتية واللوجستيك ،أصبح اليوم شريكا متميزا قادرا على ربح رهان التوطين المشترك.