شكلت الخطوط العريضة للسياسة التي ينهجها المغرب في مجال الطاقات المتجددة، محور لقاء نظم بفيلاهيرموسا عاصمة ولاية تاباسكو المكسيكية، تحت عنوان (منتدى التنمية المستدامة للطاقة-إنيرشور عام 2013)، بحضور مسؤولين وخبراء وأكاديميين ومهتمين بمجال الطاقة المتجددة. وأكد المنظمون أن دعوة المغرب، البلد الأجنبي الوحيد، إلى المشاركة في هذا اللقاء الهام، الذي نظمته حكومة ولاية تاباسكو، تأتي بالنظر إلى تجربته الرائدة في مجال الطاقة المتجددة. وبهذه المناسبة، أكد سفير المغرب بالمكسيك، عبد الرحمان الليبك، في عرض بعنوان (الطاقات المتجددة بالمغرب)، أن المملكة جعلت من تنمية الطاقات المتجددة خيارا لا رجعة فيه، بالنظر إلى العديد من الأسباب التي تتعلق أساسا بارتفاع الفاتورة الطاقية، حيث يتم استيراد حوالي 95 بالمئة من الحاجيات الطاقية للبلاد. وبعد أن قدم لمحة عن التطور السياسي والتحولات الاقتصادية التي شهدها المغرب خلال السنوات العشر الأخيرة، تحت قيادة صاحب جلالة الملك محمد السادس، أبرز الدبلوماسي المغربي مختلف الأوراش المفتوحة في مجال الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية، والطاقة الريحية، والطاقة المائية..)، حيث شدد على أهمية هذه الطاقات في تحقيق التنمية المستدامة، وكذا على التزام المملكة بتعزيز وترسيخ سياسة صناعية في مجال الطاقة المتجددة. وأضاف أنه بفضل هذه السياسة الطاقية والخيار الحكيم للاستثمار في الطاقات المتجددة، أضحى المغرب في نظر كافة شركائه والمنظمات الدولية بلدا رائدا في هذا المجال، داعيا المستثمرين والشركات المكسيكية إلى استغلال المزايا والتسهيلات الهامة التي تتيحها الحكومة المغربية للاستثمار في هذا القطاع. وفي معرضه تطرقه للمصادر الرئيسية للطاقة المتجددة حاليا في البلاد، قال السيد عبد الرحمان الليبك إن المغرب يستفيد من ظروف جد مواتية لإنتاج الطاقة المتجددة، مبرزا أن المغرب يتوفر على 3000 ساعة سنويا من الأشعة الشمسية، فضلا عن إمكانيات كبيرة في مجالي الطاقة الريحية وتوليد الطاقة الكهرمائية. وأشار إلى أن مشاريع التنمية المتكاملة الجارية في مجال الطاقة الشمسية تهدف إلى إنتاج ما مجموعه 2000 ميغاواط بحلول سنة 2020 على مستوى خمس محطات تتعلق بورزازات، وعين بني مطهر وفم الواد وبوجدور وسبخة التاه، مضيفا أنه سيتم خلال المرحلة الأولى إنتاج 14 بالمئة من الكهرباء من خلال برنامج الطاقة الشمسية بحلول عام 2015، وبالتالي منع انبعاث 3.7 مليون طن من غاز ثاني أوكسيد الكاربون سنويا. ولمواكبة السياسة المغربية في هذا المجال، قال الدبلوماسي المغربي أنه تم إعداد برنامج لتكوين الموارد البشرية من خلال إقامة دورات متخصصة في مجال الطاقة داخل المدارس الهندسية الكبيرة والجامعات، وتدريب فنيين في معاهد التكوين المهني في مجال الطاقات المتجددة، وتوقيع اتفاقية تعاون مع المدارس الكبرى والجامعات والمعاهد المتخصصة في البحوث والتنمية. وخلص السفير إلى أن المغرب، ومن خلال رصد استثمارات كبيرة، أصبح يتموقع في طليعة بلدان الجنوب الرائدة في تطوير الطاقات المتجددة، كما أن قربه من الأسواق الاستهلاكية لجميع أنواع الطاقة يجعل منه وجهة مفضلة للاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة. وقد انكب المشاركون في هذا اللقاء على دراسة العديد من المواضيع التي تتعلق أساسا بقضايا الطاقة والتغييرات المناخية، والبحوث والابتكار في مجال الطاقة المستدامة، وتطوير الطاقة المتجددة والنظيفة، وإمكانيات المكسيك وأمريكا اللاتينية في مجال الطاقة المتجددة.