........بقولون لكل مدينة تاريخ,ولكل ارض حضارة,ولكل إنسان ماض,لكن هذه المقولة لا تنطبق علينا نحن العرائشيون فمنذ ان كان عمري الأربعة عشر سنة وبعدا ما أصبحت أعي معنى شؤون البلاد والعباد, وأصبحت أميز بين الصالح والطالح بين حقي في الانتخاب والاختيار وواجبي نحو هذه البلاد, وأنا أراقب بتأمل أحوال هذه المدينة المحسوبة على الشمال وهي تغرق في يم المحسوبية والرشوة والظلم ومصطلحات أخرى كثيرة ربما قد أتناسى البعض منها الان, اسمع أسرتي تتحدث عن الوضع بنيرة صوت اوحت لي أن الحسرة أصبحت جزء من العيش اليومي للعرائشين الشرفاء الذين لا يريدون إلا العيش الكريم والاستشفاء كحق طبيعي والعمل كمبتغى لاتبات الذات ولتحقيق الرخاء لأفرادها. فحكاية مدينتي هي من حكايات الألف ليلة وليلة بطلها شهريار وضحاياه الذين باعوا أنفسهم تباعا بانتظار شهرزاد المنقدة التي غابت عن القصة لأمد طويل وطويل جدا. وبعد مرور اتنى عشر عاما وشهريار حزب الأحرار ينهب خيرات هذه المدينة ويوزعها على الحاشية الخادمة وأمناء سره الأوفياء تاركا وراءه الساكنة تتجرع الويل وتندب الحظ لأنها من دائرة المغضوب عليهم. حينها حصلت ما يسمى بالثورة فعلا إنها ثورة التغيير ثورة القضاء على الطغاة والأباطرة الذين امتلأت كروشهم حمئ ولهيبا ليسطع بين ضلوع المدينة نور واضح وضياء مشع كما حسبناه نحن المقهرون المستنجدون بالقش و الطامعون في العدالة الاجتماعية والتنمية الدائمة حيت تعالت الأصوات منادية ((ناضل ضد المحسوبية ناضل ضد الزبونية ناضل))((من اجل العدالة ناضل من اجل التنمية ناضل)).لنفاجئ في أخر حلقة من الحكاية ومع صعود النهاية أن هذا الذي كان يناضل كان اكبر مغلف واكبرسادج وانه لا عدالة ولا تنمية وان الزبونية والرشوة هي كالمأكل والمشرب لهؤلاء القوم كيف ما كان طيفهم ولونهم ومرجعيتهم. فالحمد لله أبتولينا برئيس غيور على مدينته متحمل للمسؤولية محافظ على أموال فقرائها ليحقق المقولة الشعبية ‹‹ لا ربح في لا ربح في عيشة ختي››فالأمثال المغربية لا تقال اعتباطا بل لكل حرف منها معنى ينقش على الحجر ويدرس لكل الأجيال القادمة كي لا تلعب دور الضحية كما لعبناه . فالعفو منك أيها المبارك في علاك أيها السيد السامي المبجل في سماك أيها الطر نون والأحمق بربي لن انسي مواقفك المخجلة وان أنساك. دعوني أعود إلى أصل الحكاية لان الخوص في هذا الجزء منها يشعرني بالغثيان لكثرة ما وصل السيل الزبى وطفح الكيل. هنا أقول العرائش الجميلة وزادها التدمير و التخريب التكسير والنهب والسلب نور على نور كي تصبح تاريخا يدرس في كل المؤسسات ومادة تقدم داخل الفصول. فحسبنا الله ونعم الوكيل فعلا( حسبنا الله ونعم الوكيل) عبارة تردد على أفواه كل المارة عبر شوارع المدينة. انعدمت الحياة في العرائش , توفق قلبها النابض بالحب الذي كان يسارع من اجل البقاء شلت اعضائهاالتي كانت تبحث عن بصيص أمل ,أصبحت المدينة إطارا بلا صور وقالبا بلا قلب. أين أنت أيها المبارك؟ أين انتم أيتها الأحزاب المازوشية؟ أين انتم أيتها المنضمات الباكية؟ أين أنت أيها الأمن؟............ فالعرائش تنادي لكن لحياة لمن تنادي........ هل سبق وسمعتم عن الفوضى الممنهجة؟ هل سمعتم عن الخراب المنظم؟ هذا ما عاشته العرائش في العشرين من فبراير. يوم أتمنى ألا يسجله التاريخ وان يغلق صفحاته عنه , لأنه تاريخ عار لكل العرائشين نحن عشنا الواحد الأسود بما في الكلمة من قتامه لون لنجد أنفسنا صبيحة الغد نتساءل عن الفاعل عن هدا السفاح التي تسلل في غفلة منا هل فعلا هم ليسو من أبناء المدينة؟ وهل فعلا هذه مطالبة بالحقوق؟ وهل فعلا هذه ثورة من نوع أخر خططهاابناء الطبقات المسحوقة من أبناء المدينة مرددين ‹ عاش الملك›أم أننا نحن السبب فيما وصلت إليه المدينة؟ فمن ياترى سيتحمل المسؤولية؟ومن سنحاكم؟ وممن سنسترجع ثورة المدينة التي سرقت ؟عفوا ليست ثورة المدينة هي ثورة ‹‹‹موليها›››‹‹‹صحاب الحال››› فلا حق لنا فيها.