"خاصك تخرجي لفلوس، أنا خرجت من البنك مليون وصحاباتي كلهم خرجو، راه الوقت صعيب وما كيعرف حتى واحد آش يوقع بعد 20 فبراير" الكلام ليس لجاهلة بل لفتاة متعلمة تعمل إطارا في شركة دولية بالدار البيضاء. هذه الفتاة التي كانت تنصح صديقتها، تخشى أن تعم الفوضى يوم غد أحياء المدينة وينتشر البلطجية في شوارعها فتحرق الوكالات البنكية. هذا الإحساس استطاعت بعض الأجهزة أن تقنع به مواطنون مغاربة "أنا بعدا مشيت لماكرو وتقضيت السلعة، ما عارفش غدا أش نو يمكن يوقع" توضح سيدة في الأربعينات من عمرها. هذه السيدة وجاراتها سمعن أن مسيرات 20 فبراير قد ألغيت في الإعلام العمومي من تلفزيون وإذاعات خاصة وعامة، أمر رتب له بعناية "طلب منا أن نركز على حدث المقاطعة، يعني نكولو للناس راه ما بقاتش مسيرة نهار 20 وهاد الشي اللي درنا نهار السبت" يقول مسؤول بقسم الأخبار في الإذاعات الخاصة، هذه الحرب الإعلامية سمتها تهاني مضمض، مسؤولة عن "حركة 20 فبراير" في تصريح ل"كود" بالبلطجية الإعلامية، وحملت الدولة ترويجها لتخويف المغاربة إلى المسيرة. وكان وزير الداخلية الطيب الشرقاوي أعلن في لقاءاته أمام الأحزاب والنقابات والجمعيات الحقوقية المساندة للمسيرة أن الدولة لن تتدخل وأنها يوم الأحد لن تقمع المظاهرة. حالة الذعر حول إمكانية انفلات أمني يومه الأحد دفعت بعدد من أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة إلى جعل هذه اليوم يوم عطلة "أسيدي أنا ما خدامش نهار المسيرة، نرتاح مع راسي وصافي" يقول سائق سيارة أجرة ل"كود"، في المقابل أخبر رجال الأمن بالالتحاق بعملهم على الساعة السادسة، وحسب ما علمته "كود" فإنه طلب من جميع رجال الأمن تجنب العنف. إشاعة عدم تنظيم المسيرة التي انتشرت بسرعة وإشاعة احتمال انزلاق أمني خلقت وضعا غير عاد، وسنرى تأثيره على المسيرة من خلال تغطية "كود" لها في كل مناطق المغرب.