بداخل كل زوجة رغبة في أن ينظر إليها زوجها وفي عينيه الكثير من الحبّ والاحترام والإعجاب، وما يحول بينها وبين هذه النظرة ليس بالضرورة تقصير الزوج أو انشغاله، ولكنه في مرات كثيرة يكون شعورها بأنها ليست جميلة بما يكفي لتستحقّ هذا الإعجاب، أو إحساسها بأنها غير جذّابة بالنسبة له.. الغريب أن ما لا تُدركه المرأة في أحيان كثيرة، هو أن تفكيرها في نفسها بهذه السلبية هو سبب التعاسة والمشكلات الزوجية، وليس العكس. السعادة الزوجية تبدأ من الداخلالطريقة التي ترى بها المرأة نفسها، وتقييمها لجمالها وجاذبيتها وكفاءتها في العلاقة الحميمة؛ هي ما يُسمّى ب"تقدير الذات"، والحقيقة أنه كلما كانت صورة المرأة عن نفسها أكثر سلبية، انخفضت لديها مستويات تقدير الذات، وهو ما يُؤثّر بشكل سلبي جدا على حياتها الزوجية وعلاقتها الحميمة بزوجها. الزوجة التي ترى نفسها جديرة بالسعادة وتستحقّ التقدير وقوية ومسئولة، تكون أكثر سعادة، بعكس الزوجة التي تظنّ طوال الوقت أنها ضعيفة وعاجزة عن حلّ المشكلات وغير جذّابة؛ فإنها تكون فريسة سهلة للتعاسة، وافتقاد الاستمتاع بالعلاقة الحميمة والاستقرار الزوجي.
ما يجب أن تدركيه عزيزتي الزوجة هو أن حبّك لذاتك ولشخصيتك بتفاصيلها ينعكس على ما يُسمّى ب"الثقة الجنسية"؛ فحبّك لذاتك يجعلك تشعرين بأنك جميلة وقادرة على إشباع زوجك في العلاقة الحميمة، كذلك يُدعّم إحساسك الداخلي بأنكِ قادرة على جذب زوجك وشدّ انتباهه دائما، وجعله في حالة تشوّق دائم لك.
3 أسباب تُقلّل من ثقتك × نفسكالأساس عزيزتي الزوجة هو أن تكون ثقتك الجنسية في نفسكِ عالية، لكن هذه الثقة قد تهدّدها عدة عوامل؛ منها على سبيل المثال: 1- التحرش الجنسي: كثيرا ما يكون التعرّض للتحرش الجنسي أو الإساءات الجسدية خصوصا خلال فترتي الطفولة والمراهقة؛ سببا رئيسيا في شعورك بما يُسمّى ب"الاحتقار الجنسي"، وهو ما ينعكس على درجة حبّك لجسدك ولشكلك، وينعكس بدوره على علاقتك الحميمة بزوجك، كما أنه قد يكون سببا في أكثر من مشكلة جنسية تكدر علاقتك بشريك حياتك؛ مثل نقص رغبتك الجنسية أو عدم قدرتك على الاستمتاع الجنسي أثناء العلاقة، أو عدم قدرتك على الوصول للنشوة الجنسية في نهاية العلاقة أو معاناتك من آلام مصاحبة للجماع. كل هذه المشكلات التي تبدأ عادةً ب"الاحتقار الجنسي"، تنتهي بتعزيزه والمزيد منه؛ لإحساسك بسببها بالفشل والإحباط وعدم القدرة على إمتاع زوجك وإشباعه.
2- الضغوط: يلعب العامل الاجتماعي دورا مهما في تغذية الشعور بالإحباط الجنسي، ويندرج تحته تقاليد المجتمع التي تعيق التعبير عن احتياجات المرأة كزوجة وكأم، وعدم إتاحة فرص كافية لعلاجها في حالة إصابتها بإحدى المشكلات النفسية الجنسية، كما يندرج تحته القيود التي يفرضها المجتمع على المرأة من سلب لحقّها في التعبير عن احتياجاتها الجنسية من العلاقة الحميمة مع زوجها. بالإضافة إلى ذلك؛ فإن الأعباء والمسئوليات الأسرية والعملية الُملقَاة على عاتق المرأة كزوجة وأم، وتراكم المهام المفروض عليها إنجازها... كل هذا يخفض من شعور المرأة بحبّ الذات، ومن ثمّ يُقلّل من مستوى ثقتها الجنسية بنفسها. 3- معايير الجاذبية: جزء من شعور المرأة بعدم قدرتها على حب نفسها كما يجب، يتمثّل في الشكل الخارجي للمرأة، والحقيقة أن المجتمع يتحكّم بدرجة كبيرة جدا في الصورة الجذّابة للمرأة في أذهان أفراد المجتمع، فبعض المجتمعات تفترض أن المرأة الجميلة هي البيضاء أو الطويلة أو الرشيقة أو ذات الشعر الطويل، كل هذه المعايير التي يضعها المجتمع تشكّل عبئا على المرأة، في الوقت التي تحاول فيه أن تقيم شكلها، ومدى قبول المجتمع لها بناء على معاييره لجاذبيتها كامرأة. وكثيرا ما تبدأ درجات تقدير وحب الذات في الانخفاض كلما ابتعدت المرأة عن معايير المجتمع هذه؛ فتشعر أنها غير جذّابة أو محبوبة، وأن زوجها سيحبّ غيرها بالضرورة، وستلفت نظره مَن هي أكثر منها جاذبية. شايفة نفسك إزاي؟كيف ترى المرأة نفسها؛ سؤال مهم ويعطي إجابات عدة عن الحالة النفسية للمرأة، ويجعلنا نكتشف مستوى ثقتها في نفسها، ومدى رضاها وتقبّلها لذاتها بكل ما تحمله من إيجابيات وسلبيات. عادة ما يحدّد الرضا الداخلي للمرأة عن شكلها وهيئتها مدى سعادتها بالعلاقة الحميمة، فكلما كانت المرأة تشعر برضا عن شكلها ارتفعت سعادتها بالعلاقة الحميمة، وكلما كانت المرأة في حالة شكوى دائمة من هيئتها فَقَدت متعتها الجنسية مع زوجها.
والشعور بعدم الثقة جنسيا هو جزء من الشعور بعدم حب الذات ككل؛ فكلما كانت المرأة تعاني من عدم شعورها بالرضا والثقة من نفسها، كانت متعتها بالعلاقة الحميمة أقل مما ينبغي. ما العمل؟الحل عزيزتي الزوجة، هو أن تعطي نفسك الحق في حوار هادئ وصادق مع النفس، وأن تقفي على أسباب مشكلتك الحقيقية، وأن تتأكّدي أن المشكلة أيا كانت فإن حلّها يبدأ من داخلك أنتِ.
فإذا كانت المشكلة في شكلك الخارجي، تأكّدي أنك تستطيعين أن تكوني جملية؛ بإمكانك إبراز مواطن الجمال لديك والعمل على إخفاء مواطن الضعف في شكل جسدك وكلها لعبة سهلة وبسيطة؛ فأي أنثى تحمل بداخلها جمالا يختلف عن الأخرى، وهي من حكمة الله سبحانه وتعالي حتى لا تشعر المرأة أن الجمال والثقة بالنفس مرتبطان بالشكل النمطي النموذجي الذي تبثّه لنا وسائل الإعلام.
واعلمي عزيزتي الزوجة أن الحب والشعور بالمودة والرحمة هما عماد العلاقة الحميمة وأساسها، الذي يذوب فيه شكل جسمك أو طول زوجك أو أي تفاصيل جسدية بينكما. حاولي أيضا عزيزتي الزوجة أن تتحاوري مع زوجك، وأن تعبّري له عما يدور بداخلك من أفكار سيئة حول شكلك وعلاقتكما؛ فصدقكِ وصراحتكِ وبساطتك معه ستُساعده على فهم أفضل لما يحدث بينكما، وستجعله أكثر تفهّما لاحتياجاتك ومخاوفك، ووجوده بجانبك سيساعدك كثيرا على العبور بأمان للاستقرار والسعادة الزوجية.