في صمت لا يفهم سره من قبل الجمعيات النسائية التي ناضلت لزمن بعيد من أجل تحقيق المشاركة السياسية والمناصفة للمرأة، وبعد نكوص الحكومة الملتحية للتراكمات المحققة في مشاركة النساء في تدبير الشأن العام، يقوم اليوم حزب العدالة والتنمية بنهج " تاكتيك" يحاول من خلال " خونجة" مؤسسات الدولة وفرض حجاب نساءه ضد معطى الكفاءة والاستحقاق في تولي المناصب والمسؤوليات.. سياق كلامنا هذا يتجلى في الحضور القوي لنساء منتدى الزهراء الذراع النسائي لحركة التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية، ضمن المشرفات على الوزارة وإدارة الحوار الوطني حول المجتمع المدني الذي أطلقه الحبيب الشوباني الشهر الماضي، والذي عرف جملة من الانسحابات بعض معرفة نوايا البيجدي في السيطرة على الحوار. الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات، عن الغاية من سيطرة نساء العدالة والتنمية وحركة الإصلاح والتوحيد على المؤسسات وفرضهن بتواطؤ بين وزراء العدالة والتنمية و" خلايا" نائمة للبيجدي الذي تقول مصادر من البيجدي أن النساء أصبحن هم الورقة الضاغطة واليد الطولى التي ترضخ لها وزارات الحكومة الملتحية. هذه السيطرة أفرزت الكثير من الجدل السياسي حول مدى احترام الشوباني وغيره التعددية خصوصا بعد الانسحابات التي دعت إليها شخصيات جمعيات كبرى تشتغل داخل الحقل المدني وفي مقدمتها الائتلاف الحقوقي الذي يضم جمعيات مشهود لها بالعمل الحقوقي الجاد. فحضور سمية بنخلدون الرئيسة السابقة لمنتدى الزهراء والرئيسة الحالية لديوان الوزير المكلف بالعلاقات والمجتمع المدني بالإضافة إلى الرئيسة السابقة لنفس المنتدى جميلة المصلي التي تشغل عضوة هيئة الحوار ممثلة للبرلمان، فضلا عن عزيزة البقالي القاسمي المديرة التنفيذية الحالية لمنتدى الزهراء وممثلة وزارة الشوباني في هيئة الحوار بالإضافة إلى المديرة الجديدة لمديرية المجتمع المدني فاطمة الزهراء بنحسين والتي تشغل الكاتبة العامة للمنتدى فضلا عن مقرر الحوار عبد العالي حامي الدين زوج الرئيسة الحالية للمنتدى بثينة القاروري. ذات المصادر لم تستبعد يرخي هذا التمثيل القوي للجمعية المقربة من الحزب الحاكم على خلاصات وتوجهات شوباني، إنها حقائق يريد منها فرض سيطرة مطلقة والتحكم في الدواوين والمؤسسات في لحظة شيطنة العمل الجمعوي وخونجة المؤسسات مقابل صمت رهيب من الجميع. فببعد الشكوك التي رافقت تعيين عبد الحميد زوبع الكاتب العام لوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني ، صادق مجلس الحكومة على تعيين فاطمة الزهراء بنحسين الكاتبة العامة لمنتدى الزهراء القطاع النسائي الفعلي لحركة التوحيد والإصلاح والذي تداولت على رئاسته كل من البرلمانية جميلة لمصلي ورئيسة ديوان الشوباني سمية بنخلدون والمستشارون الحالية لوزير العدل بثينة القاروري في منصب مديرة المجتمع المدني بوزارة الشوباني. علما أن لجنة الترشيحات التي ترأسها كاتب عام الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان لعبت على وتر النوع الاجتماعي للإطاحة بمرشحين على مستوى الخبرة المهنية والعلمية، مما رجح كفة المناضلة في حزب العدالة والتنمية وذراعه الديني في تمارة والتي تتوفر على دبلوم دراسات عليا متخصصة في الاقتصاد في بالقيام بعملية قفز كبرى من موظفة عادية بوزارة المالية الى مديرة مركزية في وزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني ضربة واحدة. من جهة أخرى، فبعد شهر من تعيينه ككاتب عام للوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني أقدم عبد الحميد زوبع في خطوة لا تخلو من استخفاف على طرد القاضي جعفر حسون من مكتبه وتخصيصه لكاتبته الخاصة، بعدما تم طرد مدير الشؤون البرلمانية وترحليه لبناية أخرى للحصول على مكتبه، أذان بوزارة الشوباني قالت أن ملاسنات حادة جرت بين عضو مجلس حكماء العدالة والتنمية جعفر حسون والكاتب العام الذي استقدمته سمية بنخلدون من حزب العهد.