احالت المصالح الاسبانية المختصة على العدالة، اول امس، مافيا متخصصة في عمليات "الزواج الأبيض"، تقودها وسيطة مغربية، وثلاثة مواطنين إسبان، بتهمة تزوير الوثائق وتشجيع الهجرة غير القانونية بإسبانيا، وذلك بعد ان تمكنت عناصر من الفرقة الوطنية الأمنية الاسبانية بمدينة كاسيريس (البعيدة عن مدريد ب300 كلم)، في ذات اليوم ، من اسقاط المافيا الإجرامية. ووفق إفادة مصادر أمنية إسبانية، فإن المافيا الإجرامية كانت تقودها مهاجرة مغربية لعبت دور الوسيطة، إذ كانت تستقطب مغربيات من المغرب، وتعرض عليهن فكرة "الزواج الأبيض" بمواطنين إسبان، قصد تهجيرهن إلى اسبانيا، بطريقة قانونية ضمن قانون التجمع العائلي، مقابل مبلغ مالي.
واستنادا إلى ذات المصادر فإن الوسيطة المغربية كانت تطالب زبناءها المغربيات، بمقابل مالي، حددت المصالح الأمنية الاسبانية قيمته في 2000 أورو للعملية الواحدة، حيث كانت الوسيطة نفسها تمنح 500 أورو فقط للأزواج الإسبان في العملية الواحدة، بمجرد موافقة المغربية الراغبة في الهجرة إلى إسبانيا عن طريق "الزواج الأبيض"، وعلى شروط العملية وشكلياتها.
إلى ذلك، أظهرت التحريات الأمنية الاسبانية، التي بوشرت بمدينة كاسيريس (غرب اسبانيا)، أن عملية طلب بطاقة الإقامة الأوربية بمدينة كاسيريس، عرفت ارتفاعا لافتا من طرف المغربيات، وبالطريقة ذاتها، وهو ما حامت معه شكوك المحققين في إمكانية وجود جهات وراء تزايد هذا الطلب، وتحديدا من طرف الجالية المغربية، وهي بطاقة عادة ما يطلبها المهاجرون والمهاجرات المرتبطون بالزواج المختلط.
وكشفت التحريات الأمنية، أن المغربيات يقمن، بمجرد حصولهن على التأشيرة بالقنصلية الاسبانية في المغرب، والتي تخول لهن الالتحاق بأزواجهن المفترضين في اسبانيا، بالتوجه مباشرة إلى مفوضية الشرطة الخاصة بالأجانب، لتقديم ملف طلب البطاقة الأوروبية، حتى يتسنى لهن الإقامة والعمل بشكل طبيعي بأوروبا وليس فقط داخل اسبانيا.