تزداد حدة التصدعات بين الأحزاب المكونة للحكومة يوما بعد يوم، وهو ما بات يهدد بتفجير محتمل لأول جهاز تنفيذي يقوده الإسلاميون بالمغرب، بعد تصدرهم لنتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة سنة 2011.
ورغم المحاولات الهادفة إلى تخفيف حدة الأزمة بين مكونات الحكومة، وخاصة بعد التصريحات النارية الأخيرة لحميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، الذي لا يتوانى في كيل الاتهامات والانتقادات لوزراء بنكيران، فإن ذلك لم يفلح في وقف هجمات عمدة مدينة فاس الذي لم يتردد في تعداد ما سماه ب"انزلاقات رئيس الحكومة" وبعض ردود أفعاله التي"لا تخلق جوا سليما للتعاون والعمل" حسب تعبير شبا.
ومن المنتظر أن تلتئم أحزاب الأغلبية غدا الخميس وذلك لمواصلة النقاش حول القضية رقم واحد، التي باتت تؤرق مضجع الأغلبية، منذ تعيين شباط أمينا عاما لحزب الاستقلال، والمتمثلة في تماسك الأغلبية وطريقة اشتغالها.
ومن المنتظر أن يسود كثير من التوتر والتشنج خلال اجتماع الغد، أكثر مما ساد في اجتماع يوم الأحد الماضي، خاصة في ظل تشبث شباط ب"المساواة بين مكونات الأغلبية على أساس ألا تكون لأي حزب الأفضلية على حزب آخر".
وكان شباط استعرض، مساء أول أمس الاثنين، أمام أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، تفاصيل ما دار في اجتماع الأغلبية يوم الأحد، حيث احتج شباط بقوة على بنكيران، وخصوصا على وصفه للحكومة ب"حكومة لاروب"، مؤكدا أن مثل هذه التصريحات لا تخلق جو الثقة.
ونفى بنكيران، من جانبه، أن يكون تفوه بهذا الوصف، ونشب جدال بينهما حول صحة هذا الوصف. وأضاف شباط :"لا يمكن أن تكون أنت الأستاذ ونحن التلاميذ، أنا أؤكد أننا نساند هذه الحكومة إلى 2016، شريطة أن نتفق على طريقة العمل،"، وزاد " أما حشيان الهضرة فلن يفيد في شيء، فأنت اختصاصي في هذا المجال وأنا أكثر منك وهذا لن يوصلنا إلا إلى الخنز، وسنخرج كل شيء إلى الساحة العمومية"، وأضاف " "واللي عندو شي ملف يحطو، وكل الأحزاب يجب أن يكون فيها رجال دولة" وذلك حسب ما اوردته جريدة أخبار اليوم.
إلا أن نفس الجريدة نفت، استنادا إلى مصدر حكومي حضر اجتماع الأغلبية، نفى أن يكون زعيم حزب الاستقلال قد تفوه بمثل هذه العبارات، ولم يستبعد مصدر آخر، حسب ذات الجريدة، أن يكون شباط يحاول أن يسوق لمنتسبي وقادة حزبه صورة الزعيم المشاغب في لقاءات الأغلبية وأنه "يمتلك جرأة الذهاب بعيدا، في حديثه مع رئيس الحكومة".