وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الخميس، 29 نوفمبر 2012، على رفع التمثيل الفلسطيني إلى صفة "دولة غير عضو مراقب" بأغلبية 138 دولة مقابل 9 ضد وامتناع 41 دولة عن التصويت، وذلك بعد عملية تصويت تاريخية.
وقبل التصويت، طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس في كلمته الجمعية العامة للأمم المتحدة النظر في طلبه رفع تمثيل فلسطين إلى صفة دولة مراقب غير عضو ب "إصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين".
وقال عباس في خطاب أمام الجمعية العامة "إن الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبة اليوم بإصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين، ولهذا السبب بالذات نحن هنا اليوم"، مضيفاً أن "العالم مطالب بتصحيح الظلم التاريخي الذي الحق بالشعب الفلسطيني" وأن "اللحظة حانت ليقول العالم كفى للاحتلال والاستيطان" الإسرائيليين.
وأكد عباس في كلمته أيضاً أن الهدف من رفع التمثيل الفلسطيني في المنظمة الدولية هو "إطلاق فرصة جدية أخيرة لتحقيق السلام".
وقال "لم نأت هنا كي نضيف تعقيدات لعملية السلام التي قذفت بها الممارسات الإسرائيلية إلى غرفة العناية المركزة، بل لإطلاق فرصة جدية أخيرة لتحقيق السلام".
و تشكل هذه الخطوة انتصاراً دبلوماسياً ومكسباً قانونياً للفلسطينيين رغم أنها قد تعرضهم لخطر العقوبات.
ونص مشروع القرار على منح فلسطين صفة "دولة مراقب غير عضو" في الأممالمتحدة و"يعرب عن أمله بأن يقوم مجلس الأمن بالنظر بشكل إيجابي" إلى قبول طلب دولة كامل العضوية في الأممالمتحدة الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سبتمبر 2011.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أول تعليق له على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح رفع مستوى التمثيل الفلسطيني إلى صفة دولة مراقب في الأممالمتحدة، أن هذا القرار هو "انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية".
وقال عباس في تصريح صحافي "هذا انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية والقانون الدولي"، مضيفاً "أشكر الشعب الفلسطيني وأقدم له التهنئة بهذا الإنجاز، كما أشكر شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين صوتوا لصالح فلسطين".
من جانبه، أعلن السفير الإسرائيلي في الاممالمتحدة، رون بروزور أن رفع التمثيل الفلسطيني إلى مرتبة دولة غير عضو مراقب هو مشروع "منحاز" و"يدفع بالسلام إلى الوراء".
وقال بروزور أمام الجمعية العامة إن مشروع القرار "المنحاز" هذا "لا يدفع بالسلام قدماً بل يدفع به إلى الوراء"، مشدداً على أنه «لن يغير الوضع على الأرض" لا سيما وأن السلطة الفلسطينية "لا تسيطر على غزة". وأضاف إن مشروع القرار "لن يمنح السلطة الفلسطينية وضع دولة".
وشدد المندوب الإسرائيلي على أنه بالنسبة لبلده فإن القرار لا يتضمن إشارة "مرجعية مقبولة" لإمكان العودة إلى طاولة المفاوضات المجمدة بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عامين.
وقالت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة، سوزان رايس أمام الجمعية العامة "إن القرار المؤسف وغير المجدي الذي صدر اليوم يضع مزيداً من العراقيل في طريق السلام. لهذا السبب صوتت الولاياتالمتحدة ضده".
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أن الخطاب الذي أدلى به الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال جلسة التصويت على رفع مستوى التمثيل الفلسطيني إلى صفة دولة مراقب هو خطاب "مليء بالدعاية الكاذبة".
وقال نتنياهو في بيان مقتضب أصدره مكتبه إن "الأممالمتحدة استمعت إلى هذا الخطاب المليء بالدعاية الكاذبة ضد الجيش الإسرائيلي والمواطنين الإسرائيليين. ليس بهذه الطريقة يتكلم رجل يريد السلام".
أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل ابو ردينة أمس بعيد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لفائدة منح فلسطين صفة دولة مراقب، "اليوم هزم الاحتلال الإسرائيلي وانتصرت دولة فلسطين وشعب فلسطين"، مضيفاً إنه "بعد اليوم لن ينجو أحد من العقاب والعالم وقف مع الحق وضد الاحتلال".