أصبحت مباريات كرة القدم في المغرب تسفر عن خسائر مادية وبشرية بسبب جو الشغب الذي يسود ملاعبنا أثناء وبعد كل عرس رياضي.
ظاهرة العنف والشغب في الملاعب سبقتنا إليها دول كثيرة والكل يعرف مدى الخسائر التي كان "الهوليغانز" يكبدونها لبريطانيا وبعض الدول الاوروبية..
إلا أن عنفنا أضحى يتجاوز كل المقاييس ليبلغ مرحلة يمكن وصفها ب"الهمجية" و"الصعلكة"، لأن ما يرافقه من مظاهر وسلوكيات لا يمكن ان تصدر عن مواطنين بل أشخاص مكبوتين وليست لهم أي مستوى من الوعي، ناهيك عن الاشكال المرضية والنفسية التي تصيبهم لدرجة يفقدون معها وعيهم لكي يقترفوا ما طاب لهم من جرائم ومجازر يندى لها الجبي. .
ويمكن التدليل على ذلك من خلال ما نجم عن المباراة التي جمعت بين الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، برسم نهائي كأس العرش موسم 2011-2012 والتي انتهت بفوز النادي الأخضر بضربات الترجيح 5 مقابل 4، حيث لوحظت مجموعة من السلوكيات التي بات من الضروري التصدي لها من طرف المسؤولين.
فقد تعرض احد مشجعي الجيش الملكي للضرب والمطاردة بعد إحراق دراجته النارية على صوت شعارات "الله اكبر الفاراوي مات" وكأننا في غزوة او معركة بين "المسلمين والكفار"، وهو فكر جهادي بدأ يتسرب حتى ‘اى صفوف متفرجي مباريات كرة القدم ليطرح عدة اسئلة حول مآل مجتمهنا...
الصورة الاخرى لهذه الهمجية تتجلى في تعرض مركب الأمير مولاي عبد الله، لخسائر كبيرة حيث حددت اللجنة، التي تكلفت بإحصاء خسائر الملعب، مجموع الخسائر التي لحقت بهذا الفضاء الرياضي في 18 مليون سنتيم، بعدما تعرض 13 ألف كرسي للإتلاف، بعدما حجت جماهير كثيرة لتشجيع الفريقين خصوصا و أن الدخول كان مجانيا.
وقامت الجماهير الرجاوية باقتلاع الكراسي ورميها في الملعب، احتجاجا على رفض الحكم بولحواجب لهدف حمزة بورزوق، بدعوى تسلل.
وعمدت الجماهير المساندة للجيش الملكي هي الأخرى إلى اقتلاع الكراسي ورميها، بسبب غضبها على ضياع لقب كأس العرش، بعدما أهدر يوسف القديوي ضربة الجزاء الأخيرة.