أصدرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بطنجة حكما بالإعدام في حق قاتل طبيبة الأسنان دليلة السرغيني، وهي الجريمة التي هزت طنجة السنة الماضية بالنظر إلى بشاعتها، حيث أن الجاني قام بقتل السيدة التي سبق أن مدت إليه يد المساعدة من أجل السطو على منزلها.
وتوبع الجاني، سفيان الورادي، البالغ من العمر 24 سنة، وهو متزوج وأب لطفلة، بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والسرقة الموصوفة، الأمر الذي دفع هيئة المحكمة إلى تشديد العقوبة عليه، حيث قضت بإعدامه، استنادا على اعترافه بجرمه إثناء التحقيق معه وبالنظر إلى توفر الأدلة المادية التي تثبت تورطه في الجريم.
وكان القاتل قد تمكن من الولوج إلى فيلا الضحية بعدما عمدت بنفسها لفتح الباب له، لكونه كان يعمل بستانيا لديها، كما أنها توسطت له ليعمل سائقا لتحسين وضعه المادي، غير أنه لم يراع فضل الضحية عليه وقام بمهاجمتها بواسطة سلاح أبيض حيث طعنها عدة طعنات قبل أن يقوم بخنقها بواسطة حبل مخصص لتعليق اللوحات.
وأكد الجاني، خلال التحقيق معه أنه اقتحم منزل ضحيته بعد تأكيده من خروج زوجها وأبنائها بهدف السرقة، لكونه كان يعاني من ضائقة مادية، وأنه كان مصرا على قتل كل من يعترض سبيله، غير أنه بعد قتل ضحيته لم يعثر داخل المنزل إلا على 150 درهما، ما دفعه إلى أخد هواتف نقالة وآلة تصوير وجهاز حاسوب محمول خباها في منزل مشغليه.
وتمتع الجاني، ببرودة دم كبيرة عقب اكتشاف زوج الضحية لجثة زوجته، حيث "تطوع" لاستدعاء الشرطة كما حضر مراسيم العزاء وساعد فيها، غير أن بقعا من دم الضحية بقيت عالقة في سرواله ستفضح جريمته، وقد أثبت تحليل الحمض النووي أن الدماء ترجع للضحية، وهو الأمر الذي لم يجد أمامه الجاني سوى الاعتراف بجريمته، ومن تم قام بإعادة تمثيل الجريمة بأدق تفاصيلها، وأخبر الشرطة بالمكان الذي خبأ فيه المسروقات.
وكانت الضحية البالغة من العمر 42 عاما، المتزوجة من مواطن تونسي والأم لولدين، والتي كانت تعمل طبيبة أسنان، قد انتقلت إلى مسقط رأسها الرباط لتوارى الثرى، وقد هز مقتلها مدينة طنجة، كونها أبنة مسؤول أمني سابق في المدينة، كما أن الطريقة البشعة التي ارتكبت بها الجريمة جعلت الرأي العالم يتعاطف معها.