في بداية العام الحالي وبالضبط في 18 فبراير ، أصبح حلمه حقيقة، لودفيك الذي طالما حلم بالزواج من صديقه قيام، أقام عرسا في بيته الواقع في الضاحية الشمالية لباريس بحضور بعض أفراد عائلته وأصدقائه.
لودفيك محمد زاهد، كان يدعى، قبل حصوله على الجنسية الفرنسية، محمد لطفي زاهد، قضى طفولته بين الجزائر التي تتحدر منها عائلته وفرنسا حيث يقيم حاليا.
عندما كان صغيرا، يروي لودوفيك أن الجميع كان يسأله إن كان "فتى أم فتاة" وذلك "بسبب تقاسيم وجهه الذكورية والأنثوية في الوقت ذاته"، على حد تعبيره.
سؤال أثار تساؤلات أخرى في ذهنه ونبهه منذ الصغر إلى ميوله الجنسية. لكن لودفيك الذي ترعرع في أسرة متدينة، وحفظ القرآن على يد سلفيين في الجزائر (حين عادت عائلته إليها في تسعينيات القرن الماضي) كان يرفض تقبل مثليته الجنسية، لأنه وكما يقول كبر "في بيئة عائلية ودينية ترفض المثلية الجنسية وتعتبرها فاحشة"، وهو ما جعل علاقته بالإسلام وعائلته تتصدع فيما بعد.
والد لودفيك وأخوه الأكبر، "أساءا معاملته" بسبب مثليته حين كان صغيرا. فضلا عن الشتم، كان لودفيك يتعرض للضرب بغية جعله "أكثر رجولة". لكن وبعد أن استحمل طويلا هذا الوضع، قرر لودفيك قطع صلته بعائلته وبالإسلام ليعتنق البوذية.
سافر إذن إلى التبت وعاش بالقرب من الرهبان التبتيين، لكن ومع مرور الوقت، اكتشف أن البوذييين بدورهم يرفضون المثلية الجنسية، فتوصل إلى قناعة مفادها أن الأديان لا ترفض المثلية، وإنما أتباع أغلب هذه الأديان أو الاعتقادات الدينية هم من ينظر إلى المثلية نظرة دونية. كانت هذه القناعة كفيلة بدفع لودفيك إلى إغلاق صفحة البوذية في حياته وقرر العودة إلى فرنسا والعودة إلى دينه الأول، الإسلام.
في يناير الثاني 2010، أسس لودفيك ، أول جمعية للمثليين المسلمين في فرنسا، هدفها النضال من أجل جعل المسلمين والعرب يغيرون نظرتهم عن المثلية وتقبل المثليين كباقي العرب والمسلمين.
وخلال مشاركته ذات يوم، في ندوة حول المثلية والتحول الجنسي في جنوب أفريقيا، تعرف لودفيك على قيام: مثلي ومسلم، هو الآخر.