كاب24تيفي/الكارح أبو سالم / محمد ضباش قرية جميلة ، تنسيك وعتاء السفر ووعورة بعض المسالك وأنت في الطريق إليها ، تجد نفسك وسط لوحة زيتية كبيرة سريالية، تحكي لك وأنت على عتبة الدخول إليها عن الزمن الرائع الجميل بعفويته وفطرته ، حيث كانت – جماعة المنيزلة- محطة لاستراحة القوافل ، ومكانا للتبضع وتناول الوجبات ، قبل استئناف السفر صوب باقي المناطق المجاورة كتارودانت وأولاد تايمة وأمسكرود وأكادير ، لتصبح – يقول رئيس الجماعة لحسن الناجي لكاب 24 تيفي وبحرقة – جماعة تفتقر لأبسط شروط العيش الكريم ، تعاني شبح جفاف المياه ، بل وانقطاعها ف غالبية الأوقات بما فيها الحرجة كعيد الأضحى ، وإنعدام مداخيل جماعية تحقق مآرب الساكنة المرابضة ، فرغم – يضيف رئيس الجماعة – المطالب المتكررة لإضافة أقسام دراسية ، ودعم الطرقات والكهرباء ، ومطالب إجتماعية جد بسيطة بإمكانها إدخال السرور على السكان ، إلا أنها تظل في رفوف النسيان إن لم نقل الإحتقار ، وبدأت الأسر تهاجر صوب المدن المجاورة كهوارة وأكادير وتارودانت ، لضمان إستكمال تمدرس أبنائها والتخلص من عالم الأرياف قد يرمي بفلذات أكبادهم في دروب التيه لن يأمنوا نتائجها السلبية . مناسبة هذه المقدمة ، كانت إلزامية قبل الدخول لصلب الموضوع المتعلق بالمهرجان السنوي" بيلماون أو بوجلود " الذي دأبت جماعة المنيزلة على تنظيمه منذ عقود خلت ، كموروث ثقافي إرتبط بذاكرة الأبناء عن الآباء والأجداد بسنين عديدة، لم يستطيعوا التخلص منه رغم وصفه من طرف البعض كونه عادة سيئة وبدعة يجهل تاريخيا مصدر نشأته مع تضارب التفاسير بين من يقول ذا جذور إفريقية وأخرى مغربية ، لكن بغض النظر عن هذا وذاك ، بحسب مثقفين ينتمون للمنطقة ، فإن تفسير هذا المهرجان البعيد عن العبادات أو الطقوس الدينية ، فإنه لوحة كرنفالية يساهم فيها مجموعة من الناس يلعبون فيما بينهم فرحين بعيد الأضحى مجسمين أنواعا من الأغنام كالماعز والأكباش ، كما يتميز قانون اللعبة ، بضرورة اللمس و الضرب الخفيف بقوائم الغنم على ظهر المشاركين والمتفرجين ، وتحلو الفرجة أكثر عندما يهرب الفرد من ضربة القوائم .
فعندما تنقضي مشاهد عيد الأضحى لدى باقي المدن المغربية ، فإن أهالي سوس تستمر فيها الاحتفالات أسبوعا كاملا بمهرجان بلماون بالرغم من بعض العثرات رئيس جماعة المنيزلة : لحسن الناجي التي لازالت تتخبط فيها الظاهرة ، ناهيك عن إجبارية تأمين سلامة المواطنين بعد الحوادث التي سجلت فيما مضى ورغم أنها معزولة فقد خلفت بعضها وفيات في صفوف المشاركين ، غير أن مالاحظه طاقم كاب 24 تيفي بمهرجان بيلماون بالمنيزلة ، هو الغياب الكامل للسلطات العمومية من درك وقوات مساعدة عكس ما عايناه في كل من هوارة والدشيرة بولاية أكادير، ومرد ذلك إلى التنظيم والتأطير المحكم الذي فرضته جماعة المنيزلة وأيضا الجمعية المنظمة للإحتفالية التي قدم للمشاركة فيها عدد من الأسر قادمة من الخارج وأخرى من الرباط والدارالبيضاء ومدن أخرى ، فضلت قطع المسافات للتسلي وأبنائها بفعاليات بيلماون .
كرنفال بوجلود ، سيظل المتنفس الوحيد الذي تعبر به جماعة المنيزلة عن وجودها وتواجدها في ظل النسيان ، وصوتها الوحيد للتعريف بها كنقطة جغرافية متواجدة فعليا في خريطة المغرب ، وأنها إن عانت الويلات والإنتظارات ، فإن أملها وطيد في ظل ما يسعى إليه ملك البلاد محمد السادس من إرساء دعائم وضع مسؤولين في مستوى طموحات شعبه بعد إعادة النظر في مقاييس الوطنية والكفاءة والإستحقاق ، حيث أن غياب هذه العناصر كانت من أبرز أسباب تهميش المنيزلة . لقطات رائعة وتصريحات محزنة من مهرجان بيلماون بجماعة المنيزلة بالشريط الموالي :