شكل قطاع السياحة ودوره في النهوض باقتصاد جهة الداخلة – وادي الذهب محور مناقشات، خلال لقاء عقد أمس الجمعة بالداخلة، في إطار "الجولة الجهوية للاستثمار"، وهي حملة ترويجية لدعم الإقلاع الاقتصادي لجهات المملكة. وتعد هذه المرحلة التاسعة من "الجولات الجهوية للاستثمار"، المنظمة من طرف مجموعة البنك الشعبي، فرصة للفاعلين الاقتصاديين وممثلي المؤسسات العمومية والهيئات المهنية، من أجل تسليط الضوء على المؤهلات السياحية وفرص الأعمال التي توفرها جهة الداخلة – وادي الذهب لفائدة المستثمرين المحتملين. وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، الخطاط ينجا، أن اقتصاد الجهة يرتكز على القطاع السياحي الذي يتطلب دعم المؤسسات البنكية والضمان، مشيرا إلى أنها مدعوة لتسهيل تمويل المشاريع السياحية التي يسيرها شباب، وتشجيعهم على الاندماج في النسيج الاقتصادي. وفي هذا الإطار، دعا السيد ينجا الفاعلين السياحيين إلى الاستثمار بقوة في هذه الجهة، بهدف تحسين جاذبيتها وتطوير عرضها السياحي والتنشيطي. وبعدما ذكّر بأن الداخلة أضحت، أكثر من أي وقت مضى، وجهة عالمية لعشاق رياضة "الكايت سورف"، أكد السيد ينجا على ضرورة إيلاء اهتمام خاص للجاذبية السياحية للمدينة وضواحيها، مستشهدا بسلسلة من المشاريع التي أطلقها المجلس الجهوي، بمساعدة تقنية من الشركة المغربية للهندسة السياحية، في إطار اتفاقية شراكة تتعلق بتمويل برنامج التنمية المندمجة للسياحة القروية والطبيعية في الجهة. من جهته، سجل المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية، عماد برقاد، أن قطاع السياحة في المغرب وضع تحت الاختبار خلال فترة الجائحة، مذكرا بأن الحكومة اتخذت عدة تدابير لتخفيف العبء على القطاع وضمان إقلاعه. وعلى الرغم من الأزمة الصحية، يضيف السيد برقاد، فقد شهدت لؤلؤة الجنوب حماسا استثنائيا، على اعتبار أن نشاطها السياحي اتسم بدينامية متواصلة. وأكد أنه، بالإضافة إلى مؤهلاتها الطبيعية، فإن الجهة تستفيد من الخدمات الجوية المنتظمة من داخل البلاد وخارجها والربط الطرقي (الطريق السريع تزنيت – الداخلة)، فضلا عن ارتفاع مستوى الاستثمار السياحي المدعم بمؤسسات فندقية عالية الجودة. وأشار إلى أنه لتعزيز تنوع وجاذبية العرض السياحي في الجهة، وضعت الشركة المغربية للهندسة السياحية برنامج للتنمية المندمجة يهدف، من بين أمور أخرى، إلى إرساء بنيات تحتية وتجهيزات سياحية ستعمل على تحسين المناخ السياحي والبدء في تطوير الاستثمار الخاص. ومكنت النسخة الثانية من "الجولات الجهوية للاستثمار"، التي تشمل محطات أخرى عبر مدن المملكة، من استعراض آليات الدعم وحلول التمويل والمواكبة المتاحة للفاعلين الاقتصاديين، من أجل منحهم رؤية واضحة لإطلاق مشاريعهم. وتميز هذا الحدث بتنظيم ورشات عمل لفائدة مستثمرين استفادوا من لقاءات فردية واستشارة ومواكبة من طرف خبراء من البنك، وكذا من شركاء رئيسيين حاضرين.