خرج العديد من السياسيين والنقابيين والصحافيين التونسيين، بتدوينات وتغريدات، عبروا خلالها عن استنكارهم للخطوة المستفزة للمملكة المغربية والمتمثلة في استقبال رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد زعيم ميليشيات البوليساريو، للمشاركة في أشغال قمة ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا (التيكاد)، معتبرين ما قام به الرئيس التونسي أمرا سيكون له ما بعده. من بين المنتقدين لحركة قيس سعيد، الصحافي التونسي محمد كريشان، الذي استنكر تصرف الرئيس التونسي في تدوينة على صفحته بموقع تويتر قائلا: "سقطة تاريخية فادحة في تعامل الدولة التونسية مع قضية الصحراء، كان تقليدا راسخا لعقود حرص تونس على عدم التورط في هذه القضية بأي شكل من الأشكال .. إلى أن جاءت خطوة قيس سعيّد لتنسف كل ذلك.. تماما كما نسف كل مقومات الديمقراطية وكل هيبة لدولة تحترم نفسها. الله المستعان". الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل، محمد الأسعد عبيد،بدوره عبر في تدوينة له على صفحته بموقع فيسبوك، عن استغرابه من استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد رسميا "لجماعة لا يعترف بها أحد إلا القليل وفي زوايا مظلمة"، مضيفا أن "الصحراء الغربية هو موضوع مغربي، ولا يحق لنا أن نتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة". وأشار عبيد إلى أن الرئيس سعيد بهذه "الحماقة" قام بخلق أزمة ديبلوماسية بين دولتين شقيقتين منذ زمن بعيد. بدوره قال القيادي السابق في حركة النهضة، عبد الحميد الجلاصي، في تدوينة له، إن "الأضرار التي يلحقها الانقلابي قيس سعيد بصورة البلاد ومصالحها لا يلغيها حذف مقطع استقبال زعيم كيان مصطنع أداة في يد رهانات ضيقة"، مشيرا إلى أنه "عندما يتكرر فسخ المقاطع، ومحاولة إصلاح الأخطاء الفادحة التي تتسرب إلى ما يعتبره نصوصا أساسية، ندرك حجم الكارثة التي تواجهنا، وندرك حجم الجريمة التي يتورط فيها مساندو الانقلاب". أما الإعلامي التونسي مكي هلال، فكتب تعليقا على استقبال الرئيس قيس سعيد، لزعيم الانفصاليين ابراهيم غالي، "على هامش "تيكاد 8" وبمنطق الاستثمار، الجزائر لن تعطي أكثر، لن نربح شيئا من البوليساريو وسنخسر الكثير مع المغرب"، مضيفا: "الدبلوماسية هي أيضا حسابات الربح والخسارة من كل خطوة، متى أردت مغادرة منطقة الحياد". واعتبر هلال، في تدوينة أخرى على موقع فايسبوك، تعليقا على قرار المغرب استدعاء سفيره في التونس للتشاور، أن "هذا الأمر سيكون له ما بعده حتما". من جهته، انتقد الصحافي التونسي عامر بوعزة استقبال قيس سعيد للمدعو ابراهيم غالي، مذكرا ببعض المساعدات التي قدمها المغرب لتونس. أما غازي الشواشي، الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي، فكتب في تدوينة على موقع فايسبوك: "بعد تدميره لمؤسسات الدولة التونسية وتعطيله لمسار الانتقال الديمقراطي واغتصابه لكل السلطات يتجه الآن نحو تدمير علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة والاضرار بمصالحنا الديبلوماسية والاقتصادية التي تربطنا بها"، معبرا عن رفضه للخطوة التي قام بها الرئيس التونسي.