في خضم النقاش السياسي الساخن بين مختلف الأطياف السياسية والحزبية في اسبانيا حول الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين مدريدوالرباط والتي كانت فرصة لبعض القوى اليمينية المتطرفة في فتح ملفات تعتبر ضمن القوة الناعمة للرباط فيما يخص تدبير الشأن الديني في الثغر المحتل بسبتة ،قدم حزب فوكس اليميني المتطرف في مدينة سبتةالمحتلة مقترحا إلى مجلس المدينة يطالب فيه حكومة مدريد بمنع تأثير المغرب في المنظومة الدينية بالمدينة. ووفق ما نقلته وسائل إعلام إسبانية محلية بالمدينة فقد طالب حزب أباسكال المعروف بمواقفه المعادية علنا للمغرب والذي ينظر إلى الضفة الأخرى بعيون صليبية بطرد الأئمة المغاربة من المدينة وبطرد "أئمة بقيادة منظمات إسبانية بالكامل ومستقلين عن دول ثالثة". وبرر طلبه ب"خطر نشر الرسائل والأيديولوجيات التي تروّج لها" المملكة المغربية باعتبارها. وأضاف الحزب المتطرف أن وجود أئمة مغاربة في مساجد المدينة هو أحد العناصر التي تساعد في مغربة سبتة مشيرا إلى أن جميع الأئمة تقريبًا يتم توجيههم وتوظيفهم من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية". وبهذا الاقتراح ، يرد حزب فوكس الرد على مبادرة قدمتها في يونيو الماضي حركة الكرامة والمواطنة بزعامة المحامية فاطمة حسين حامد والتي طالبت بإعلان زعيم الحزب سانتياغو أباسكال ، "شخصًا غير مرغوب فيه في سبتة باعتباره يشكل تهديدا للأمن الاجتماعي بالمدينة. وتجدر الإشارة أن هناك عدة تقارير إعلامية إسبانية ومغربية تحدثت فيه عن الصراع الخفي بين الرباطومدريد في تدبير الشأن الديني في سبتة ومليلية المحتلتين وأيضا بشبه الجزيرة الأيبيرية منذ سنوات حيث أكدت هذه التقارير ان إسبانيا تشجع أئمة تابعين للمذهب السلفي الوهابي ولهم ارتباطات بدولة مشرقية لصد تأثير المغرب بالشأن الديني في إسبانيا علما ان المنظومة الدينية المغربية تعتبر من أكثر المنظومات الدينية والمذهبية اعتدالا ومرونة بالمنطقة وبضفتي المضيق حيث ركز المغرب على نشر المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وطريقة الجنيد بأفريقيا ودول غرب أوروبا بعض دول هذه الاخيرة تفضل الأئمة المغاربة المتخرجين من مدارس دينية بالمغرب لمواجهة فكر التطرف والإرهاب الذي جاء من المدرسة السلفية الوهابية وأيضا لصد تأثير المذهب الشيعي الأثنا عشري الذي يحاول بشتى الوسائل بنشر مذهب ملالي طهران بالمنطقة،والمغرب يعتبر ضمن الركائز الدينية و الأساسية في حفظ الأمن الروحي للمغاربة والمؤمنين بصفة عامة تحت مؤسسة إمارة المؤمنين نظرا لدورها الجوهري في تطعيم الشأن الديني مواكبة لتطورات ومستجدات العصر ولا يزال النفوذ الروحي المغربي في أوروبا وأفريقيا يشكل هاجسا لدى بعض القوى السياسية والحزبية الإسبانية و الدولية إلى حد الآن، مما جعل الصحوة الدينية في المغرب شأنا إقليميا ودوليا أكثر منه شأنا محليا.