بعدَ ترقبٍ لمجرياتِ المثول الأول لزعيم ميليشيات "البوليساريو" المدعو إبراهيم غالي أمام المحكمةِ الوطنية الإسبانية، نفى غالي التُهم الموجهة إليه بخصوص ممارسة التعذيب وانتهاكاتِ لحقوق الإنسان في حق المحتجزين بتندوف. وحسبَ وسائل إعلام إسبانية فإنَّ زعيم ميليشيات "البوليساريو"، الذي واجه قاضي التحقيق عبر تقنية الفيديو، أكد عدم وجود أي علاقة له بالتهم الموجهة إليه. وحسب مراسل كاب24 تيفي بمدريد، فإنَّ محامي غالي "ماركوس أولي" أوضح بأن المُتهم نفى أمام القاضي "سانتياغو بيدراز" أنه ارتكب انتهاكات ضد حقوق الإنسان ودافع عن أن الوقائع التي تم اتهامه بها "خاطئة تمامًا" ، لأن غالي "لم يكن لديه أي نوع من المسؤولية أو فعل" في التصرفات المنسوبة إليه. وبنفس الطريقة ، أشار المحامي إلى أن غالي، أنهى مداخلته أمام القاضي قائلاً، "إن سبب هذه الشكوى سياسي تمامًا". الدفاع طالب بإسقاط التُهم.. وطالب دفاع زعيم البوليساريو قاضي التحقيق بإسقاط التهم عنه، بعدما تم رفض طلبات دفاع المشتكين باعتقال غالي إلى حين نهاية التحقيق، أو منعه من مغادرة التراب الإسباني. واستند قاضي التحقيق في رفضه لطلبات دفاع المشتكين، على عدم وجود مؤشرات ودلائل واضحة تفيد بتورط غالي في التهم الموجهة إليه، ما يجعله حرا في مغادرة إسبانيا، بشرط ترك معلومات لتحديد مكانه. وكان دفاع المشتكين ، من جهته ، قد طالب القاضي باتخاذ إجراءات احترازية ضد زعيم البوليساريو لضمان بقائه في إسبانيا، وقد طالبوا على وجه التحديد بسحب جواز سفره وإيداعه السجن المؤقت. واقتصر مكتب المدعي العام على طلبه توفير رقم هاتف وعنوان المتهم حتى يتمكن من تحديد مكانه. ما التهم الموجهة إلى غالي؟ تتعلق التهمة الأولى ب"التعذيب" والتي تقدم بها فاضل بريكة ضد زعيم الانفصاليين، والذي يتهمه بالمسؤولية عن اختطافه خلال الفترة من 18 يونيو 2019 إلى 10 نونبر من نفس السنة. وتهم التهمة الثانية، بالأساس، "الإبادة الجماعية" و"الاغتيال" و"الإرهاب" و"الجرائم ضد الإنسانية" و"الاختطاف"، تقدمت بها الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، التي تتخذ من إسبانيا مقرا لها. مدريد تُعلق.. من جانب آخر، وبعد ساعات من بيان شديد اللهجة أصدرته الخارجية المغربية أمسِ، ردا على تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية "بيدرو سانشيز" في البرلمان بشأن الأزمة مع الرباط، قالت الحكومة الإسبانية إن مدريدوالرباط، بحاجة إلى بعضهما البعض، مشددة على ضرورة إصلاح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وجاء تأكيد مدريد على ضرورة إصلاح العلاقات، على لسان المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية. هذا ويأتي التحقيق مع المدعو إبراهيم غالي، وسط أزمة ديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، على خلفية استقبال الأخيرة لزعيم البوليساريو بأحد مستشفياتها للعلاج.