حين ظهر "السيتكوم" بأمريكا في ثمانينات القرن الماضي ، لكنه لم يلقى ما كان متوقع منه ، تخلت عنه المؤسسات الإنتاجية هناك .. وحتى في مصر لم يلقى النجاح من المراهنة عليه كمنتوج ترفيهي يعتمد المواقف الساخرة ..!! لكن نحن بالمغرب تمسكنا به ، وأصبح يتصدر قائمة الأعمال الرمضانية بالقناتين بشكل نمطي .. ولنفس الشركات التي تحظى بالصفقات لتدبير وتنفيذ الإنتاج ، وبنفس "الكاستينغ" الذي أصبح يثير الإشمئزاز في نفوس المشاهدين .. ناهيكم عن شركة لأزيد من عشرين عاماً تحظى بتنفيذ إنتاج شيء يقال عنه" كاميرا خفيه " ملايير تنفق في فقاقيع لا علاقة لها بالدراما .. إذن من المسؤول عن هذه الرداءة والتي باتت كل عام يسيل حولها الكثير من المداد ، وفي كل عام وعند بداية فتح أبواب تقديم المشاريع .. نسمع أن هناك تغير ، وأن هناك جودة على مستوى السيناريوهات المقدمة ، نستبشر خيراً .. لكن سرعان ما تتبدد فرحتنا مع أول طلة للحلقات الأولى .. حيث نجد أن لا تغير فيما نشاهد لا على مستوى البرامج أو المسلسلات .. من يختار هذه التفاهات في زمن الحجر ، في زمن يحتاج المغاربة إلى فرجة حقيقة لا تعتمد على الإبتذال .. نحتاج إلى فن راقي .. إلى كوميديا صادقة تنبع منا لتعبر عنا .. لا نحتاج إلى من يضحك على أدواقنا .. من يستنزف أموالنا بالباطل ..!! كفى مسلسلات لا ترقى إلى مستوى المشاهدة .. كفى سيتكومات ، لقد تخلى عنها العالم وبقيت عندنا مستوطنة قنواتنا .. لا قول لنا أمام هذه المهازل سوى أن لا حولة ولا قوة إلا بالله ..