المسرح المغربي خلال ستينيات وسبعنيات وحتى منتصف ثمانينات القرن الماضي عرف تواجداً طلائعياً مرموقاً سواءاً على المستوى الوطني أو العربي .. وكان هناك مسرح هواية، ومسرح شبه إحتراف .. مسرح الهواة كان بمثابة رافد من روافد الحركة المسرحية بالمغرب ، وقد أعطى الكثير من الرموز وكفاءات المسرحية ، وأفرز العديد من الأسماء الوازنة على المستوى الوطني والعربي .. وكانت آنذاك وزارة الشبيبة والرياضة هي الواصي الشرعي على مسرح الهواة .. وأفضل ما يذكر عن الوزارة هما التداريب الوطنية التي كانت تقام بالمعمورة ، والمهرجان الوطني المتنقل والذي كان ينظم بمعية الجامعة الوطنية لمسرح الهواة .. ومن هنا ولد التنافس والإبداع بين كل الجمعيات والتي كانت تغطي تراب المملكة ، مروراً بالإقصائيات الإقليمية وصولاً إلى المهرجان .. وهذا التنافس أبان عن تنوع وساهم في خلق إتجاهات مسرحية ،على الذكر المسرح الإحتفالي للدكتور عبد الكريم برشيد، المسرح الثالث للمسكيني الصغير ، ومسرح المرحلة للحوري حسين .. هذا بالنسبة لتنظير أما بالنسبة للتأليف فهناك وزمرة هامة من المؤلفين المبدعين أغلبهم حظيت أعماله بالتنوه والإشادة عربياً .. كما برزت أسماء كبيرة على مستوى الإبداع الإخراجي .. وفي الناحية الأخرى من التواجد المسرحي المغربي ، مسرح التفرغ أو الشبه احترافي ، وإن كانت هذه الفرق قليلة ومعدودة على رؤوس الأصابع ، وجلها بالبيضاء والرباط ومراكش .. هذه الفرق أعطت العديد من الأنماط المسرحية ، وساهمت في ترسيخ ثقافة الفرجة لدى الجمهور .. لم تكن وقتها إمكانيات اليوم .. لم تكن وقتها قاعات اليوم .. لكن كانت هناك شيم وأخلاق الحب المسرحي .. وكان الجمهور يذهب للمسرح ، يبتاع التذكرة ..ويتفرج بشغف ، بينما كانت وقتها التلفزة المغربية تساهم في الترويج للعروض المسرحية والجولات … إنه حقاً الزمن الجميل ، بدل زمن الريع الذي تبنته وزارة الثقافة وساهمت عن غير قصد في إفلاس مؤسسة مسرحية كانت تعتمد في بناء ذاتها على مجهوداتها الخاصة .. المخرج حسن رياض (Visited 4 times, 4 visits today)