تتزايدُ الشكوكُ والنكساتُ يوماً بعدَ يوم حولَ لقاحِ "أسترازينيكا-أكسفورد" البريطاني، المضادِ لفيروس كوفيد-19، خاصةً بعدَ تعليقِ عددٍ من الدولِ الأوروبية استخدامه مؤقتاً في حملاتها التطعيمية. ومع هذا التعليقِ والشكوك المصاحبة له، تبددت آمالٌ كثيرة عُلقت على اللّقاح في مكافحةِ وباءِ فيروس كورونا في العالم. فلقاحُ "أسترازينيكا"، الذي تصنعهُ شركة الأدويةِ السويدية البريطانية العملاقة، متهمٌ بتسببهِ في آثارٍ جانبية، تتمثلُ في تجلطٍ وتخثرٍ في الدم، أدى إلى تسجيلِ حالاتِ وفيات بينَ الأشخاص الذين تلقوا هذا اللقاح في عددٍ من الدول. في المغرب أيضا.. شكوكٌ حولَ اللّقاح.. في المغرب أيضاً، أثيرت تساؤلاتٌ وشكوكٌ حول لقاح "أسترازينيكا"، الذي اعتمدته وزارة الصحة المغربية في حملتها الوطنية للتلقيحِ التي انطلقت قبل أشهر. وتزايدت الشكوكُ في المجتمعِ المغربي، عندما كشفَ "عزيز غالي" رئيس الجمعيةِ المغربية لحقوق الإنسان، في تصريحٍ صحفي لأحدِ المنابر الإعلامية، أن لقاحَ "أسترازينيكا" البريطاني تسببَ في وفاةِ مجموعةٍ من الأشخاص المغاربة، متهماً وزارة الصحة بالتسترِ عن كشفِ حقيقة ذلك. في هذا الإطار، قالَ رئيسُ قسم الإنعاشِ والتخدير بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء البروفيسور "الحسين بارو"، بأنَّ المغرب لم يسجل حالات تجلطٍ في الدم كان السببُ فيها لقاح "أسترازينيكا". وأكد البروفسور "بارو" في تصريحٍ لموقعِ قناة "كاب24تيفي"، "أن غالبيةَ المغاربة ملقحينَ باللّقاح البريطاني، لكن لم يحدث إلى الآن حالات تخثرٍ في الدم مثلما حدثَ في الدول الأخرى". مضيفاً، "أنَّ الدولَ التي جمدت استخدامها للقاحِ "أسترازينيكا" لديها أسبابها وبراهينها، لكن نحن في المغرب لم نواجه آثارا جانبية لهذا اللّقاح". وشددَ رئيسُ قسم الإنعاشِ والتخدير بالمركزِ الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء في تصريحهِ لموقعنا، بأنَّ أقسام الإنعاشِ في المغرب، لا يوجدُ فيها حالات جلطاتٍ في الدم نتيجة استخدام اللقاح البريطاني بصفةٍ نهائية". المغرب لن يعلق استخدامه للقاح "أسترازينيكا"..! وكانت وسائل إعلامٍ مغربية أفادت نقلاً عن مصادر حكومية، بأنَّ المغرب قررَ عدم تعليقِ استخدام لقاح "أسترازينيكا" المضادِ لفيروس كورونا، لأنه لم يسجل أي حالاتٍ خطيرة متعلقة بهذا اللقاح، منذ بدءِ استخدامه في أواخرِ يناير الماضي. وحسبَ البيانات التي قدمتها "أسترازينيكا" يتضحُ أنهُ كانت هناك 37 حالة حدوث تجلطٍ في الدم بين 17 مليون شخص تلقوا اللّقاح. لكن السؤال الجوهري الذي تم طرحهُ هو: ما إذا كان اللقاح هو الذي سبب تخثر الدم أم كان ذلكَ مصادفة؟ وجمدت حوالي عشر دولٍ استخدامَ اللّقاح البريطاني من بينها: النرويج، الدنمارك، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، هولاندا، إيرلاندا وإسبانيا وغيرها. وكل هذه الدول علقت استخدام اللّقاح بعد تسجيلِ وفياتٍ بسبب خثارِ الأوردة لدى الأشخاص الملحقين به. "أسترازينيكا" لقاحٌ آمن..! وتجري السلطاتُ الصحيةُ الأوروبية، فحوصاتٍ إضافية للقاح "أسترازينيكا" للتأكدِ من أمانه، لكنّ منظَّمةَ الصحّة العالميّة دافعت عنهُ، وشدّدت على أنهُ لم يُتأكد من وجودِ علاقةٍ سببيّة بين تلقّي اللقاح والإصابةِ بجلطات في الدم. وكذلك من جانبها، أصرّت الشركة السويدية المصنّعة ووكالة الأدوية الأوروبية، على أنّ لقاحَ "أسترازينيكا" آمن. وقالت الشركة في بيانٍ إنهُ، " لا يوجد دليلٌ على زيادةِ خطر الإصابة بالتجلطِ بسبب اللقاح، وأن مراجعة دقيقة أجرتها لم تُظهر دلائل على زيادةِ خطر تجلط الدم، لكنَّ سمعةَ الشركة تلقت مجدداً ضربةً جديدة اليوم". ويُعدُّ لقاح "أسترازينيكا" من اللقاحاتِ الأقلّ ثمناً، ويمثّلُ الجزء الأكبر من اللقاحاتِ التي وصلت إلى أفقرِ دول العالم بموجب مبادرةِ "كوفاكس" المدعومة من منظّمةِ الصحّة العالميّة، التي تهدفُ إلى ضمانِ التوزيع المتساوي للّقاحاتِ على مستوى العالم.