مع 186 ميناء حول العالم، يرتبط ميناء طنجة على البحر المتوسط، الواقع على أحد أهم المضائق حول العالم، جبل طارق الفاصل بين قارتي إفريقيا وأوروبا. العام الماضي، تمكن الميناء من معالجة 5.77 ملايين حاوية كانت على متن 9702 سفينة، بنسبة نمو 20 بالمئة مقارنة مع 2019، متجاوزا الظروف الطارئة التي واجهت حركة التجارة، ممثلة بجائحة كورونا. وبلغ الحجم الإجمالي للتحميل والمناولة بالميناء خلال 2020، نحو 81 مليون طن، تشكل 47 بالمئة من إجمالي الحمولة المعالجة بكافة موانئ المملكة، البالغة قرابة 171 مليون طن. في فبراير 2003، ألقى الملك محمد السادس خطابا مع البدء بتطوير الميناء، قال فيه: "ميناء طنجة نعتبره حجر الزاوية لمركب ضخم مينائي ولوجستي صناعي وتجاري وسياحي". وأضاف: "فالمغرب بهذا المشروع يعمق جذور انتمائه للفضاء الأورومتوسطي ولمحيطه المغاربي والعربي، ويعزز هويته المتميزة كقطب للتبادل بين أوروبا وإفريقيا، وبين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي". بينما في 2019، تم الانتهاء من تطوير الميناء بعد قرابة 17 عاما على عمليات تطوير على مراحل، وأصبح اعتبارا من ذلك العام، الأكبر في إفريقيا والمتوسط، بحسب بيانات منشورة على موقع الميناء الرسمي. ومن أصل 14 ميناء تجاريا، منها 9 رئيسية، تحول المغرب إلى أحد أهم المناطق اللوجستية في إفريقيا، حيث يصنف الأول على مستوى القارة في قطاع المناولة والتحميل البحري. وتتجه البلاد خلال وقت لاحق من العام الجاري، إلى الانطلاق في مشروع بناء ميناء الداخلة الأطلسي، بتكلفة تقدر ب10 مليارات درهم. وفي 2021 أيضا، ستعطى الانطلاقة لأعمال الشطر الثاني من توسيع ميناء الجبهة، الخاص بالصيد، بكلفة مالية 210 ملايين درهم. موانئ أخرى يعتبر ميناء الجرف الأصفر، ثاني أكبر ميناء في المغرب، من حيث حجم الحمولة المنقولة بنحو 37.1 مليون طن خلال 2020، ويبعد عن مدينة الدارالبيضاء ب17 كيلومترا، فيما يشكل الفوسفات النسبة الأكبر من صادراته. بينما يعد ميناء الدارالبيضاء، ثالث أكبر ميناء في البلاد، من حيث حجم المناولة والتحميل خلال 2020، بحمولة 30.3 مليون طن. أما باقي الموانئ الرئيسة وعددها ستة، بلغت الحمولة التي نقلتها مجتمعة عام 2020، نحو 25.1 مليون طن، تتمثل في ميناء آسفي، وميناء أكادير، ميناء المحمدية، وميناء الناضور، وميناء العيون. ميناء الداخلة الأطلسي خلال العام الجاري، ستبدأ المملكة بإنشاء ميناء الداخلة الأطلسي في إقليم الصحراء، بتكلفة 10 مليارات درهم، لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية في المنطقة. ومن المتوقع أن يشكل الميناء، نقطة رئيسية للربط البحري التجاري بين الدول الإفريقية ونظيراتها في أمريكا اللاتينية، انطلاقا من المغرب. بوابة إفريقيا ويرى المغرب أن تطوير حركة الملاحة التجارية البحرية، سيكون منصة رئيسة للأنشطة الدولية التجارية والاستثمارية في القارة الإفريقية. في 2020، توقع البنك الإفريقي للتنمية أن تنمو الطبقة الوسطى في القارة الأفريقية من 350 مليون نسمة إلى ما يقرب من مليار نسمة في 2040. ومن شأن هذا النمو أن يسهم في تطوير قطاع التجارة بالتجزئة وتحديثه، وزيادة حركة التجارة العابرة إلى القارة، من أجل تلبية حاجيات الأعداد المتزايدة من المستهلكين. ويُظهر أحدث تحليل أجراه معهد بروكينغز حول اتجاهات السوق الاستهلاكية الإفريقية، أن إنفاق المستهلكين نما بمعدل سنوي مركب قدره 3.9 بالمئة منذ عام 2010، وبلغ 1.4 تريليون دولار في 2015. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 2.5 تريليون دولار بحلول 2030. بينما ما تزال القارة، قبلة رئيسة للدول الصناعية في مجال استيراد المواد الأولية، وهدفا لإعادة بناء الأمن الغذائي من بوابة الزراعة العالمية.