بانطلاق عمل مرافئ جديدة في ميناء طنجة المتوسط 2، يصبح المغرب متوفرا على أكبر ميناء من نوعه على سواحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. قبل افتتاح التوسعة الجديدة، بلغ الحجم الإجمالي للبضائع التي تمت معالجتها خلال 2018، أكثر من 52.240 مليون طن، أي بنمو نسبته 2% مقارنة مع 2017. ويعد “طنجة المتوسط”، بوابة لوجستية عالمية تقع على مضيق جبل طارق، ومتصلة ب186 منفذا حول العالم في 77 دولة. ويمثل “ميناء طنجة المتوسط 2″ المرحلة الثالثة من تطوير المركب المينائي طنجة المتوسط، جنبا إلى جنب مع طنجة المتوسط 1 وميناء الركاب والسفن”. وتطلب “ميناء طنجة المتوسط 2” استثمار إجمالي في البنية التحتية 14 مليار درهم. وستصل القدرة الإجمالية لمحطات الحاويات 9 ملايين وحدة معادلة، يجعل منه أكبر مراكز إعادة الشحن في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. وبحسب بيانات ميناء طنجة المتوسط بموقعه الإلكتروني، فإن هذا الميناء يعد الأكبر من نوعه أفريقيا وفي منطقة المتوسط. ومن المنتظر أن يصل عدد الحاويات التي ينقلها هذا الميناء نحو 4.5 ملايين حاوية في السنة. ويعد ميناء طنجة المتوسط، البنية التحتية الأولى للاستيراد والتصدير بالمغرب، بتدفقات تبلغ قيمتها الإجمالية 317 مليار درهم في 2018. بوابة لإفريقيا قال سلمان بونعمان رئيس مركز معارف للدراسات والأبحاث، إن “التوسعة الجديدة لميناء طنجة المتوسط، ستجعل المغرب بوابة للاستثمارات الدولية في قارة إفريقيا”. وأضاف “بونعمان”، أن الميناء “يهدف إلى توفير اللوجستيك للشركات والقوى الصناعية، التي تريد الاستثمار في إفريقيا”. “المغرب يطمح من خلال هذا الميناء، أن يكون منطقة استراتيجية وقاطرة وبوابة ومنصة للاستثمارات في إفريقيا، بل أكثر من ذلك أن يصبح شريكا وليس منطقة عبور فقط”. وقال إن “الرهان على تنمية منطقة الشمال، حيث يوجد الميناء تجاريا وصناعيا وسياحيا، المنطقة هناك ستشهد نوعا من إضعاف الرهان الإسباني على مدينتي سبتة ومليلية (تابعتان للنفوذ الإسباني ويطالب المغرب باسترجاعهما”. واعتبر “بونعمان” أن “التوسعة الجديدة للميناء، تبين أن المغرب يمتلك رؤية استراتيجية في النموذج التنموي الجديد الذي سيركز أساسا على التصنيع”. وأوضح أن “الاستراتيجية الطموحة للرباط، تقابلها استراتيجيات مضادة ينبغي التعامل معها بحزم، من خلال استشراف المخاطر والوعي بالتحديات والتخطيط الاستباقي”. دينامية اقتصادية اعتبر عمر الكتاني، وهو أكاديمي وخبير اقتصادي مغربي، أن “الميناء سيحقق دينامية اقتصادية بعد أن حول مدينة طنجة من مدينة عادية إلى مدينة صناعية وتجارية”. وأضاف، أن “الميناء منح طنجة بعدا اقتصاديا مهما، كي لا يبقى التمركز الصناعي في مدينة الدارالبيضاء فقط”. وأشار إلى أن “ميناء طنجة المتوسط، يعتبر وسيلة نموذجية لاستغلال المغرب لوضعه الجغرافي، خصوصا أن موقعه الجيوسياسي فريد من نوعه”. وأوضح أن “الميناء أكبر محطة لأقرب سوق عالمية (الاتحاد الأوروبي) وهو أسهل وسيلة للتواصل مع إفريقيا الغربية”. وشدد على أن “مستقبل الاقتصاد العالمي في إفريقيا، وطنجة ستصبح بمينائها مصدرا من مصادر التجارة العالمية في إفريقيا خصوصا إفريقيا الغربية”.لافتا إلى أن “كل التجارة المتجهة إلى إفريقيا ستمر بالضرورة عبر طنجة المتوسط”.