قالَ الكاتبُ والصحفيُ الفلسطينيُ عبد الباري عطوان، إنَّ الاتفاقَ الذي أعلنهُ الرئيسُ الأمريكيُ دونالد ترمب، بشأنِ تطبيعِ العلاقاتِ بين الحكومتينِ الإسرائلية والمغربية لم يكن مفاجئاً. وأوضحَ عطوان في مقالٍ نشرهُ في صحيفتهِ "رأي اليوم"، بأنَّ كل المؤشرات كانت تدلُ على ذلك أبرزها، "إعلان كُل من الأردن ودولة الإمارات عن فتح قنصليّاتٍ لها في مدينةِ العيون، علاوةً على زيارةِ جاريد كوشنر صِهر ترمب ومُستشارهُ الأوّل، إلى الرباط واستِقباله بحفاوةٍ من قبل العاهلِ المغربي، وتدفّق السيّاح الإسرائيليين إلى المغرب بشَكلٍ غير مسبوق". الكاتبُ الفلسطينيُ أشارَ أيضاً في مقاله، بأن ترمب لم يَكذِب عندما قال إنَّ تسع دولٍ عربيّة تَقِف في طابور التّطبيع، وحدّدها بالإمارات والبحرين والسودان والسعوديّة وقطر وسلطنة عُمان والمغرب وتونس وموريتانيا، "وها هي اتّفاقات التّطبيع تتناسخ وتتناسل الواحدة تِلو الأُخرى". قراءة عطوان للتطورات الأخيرة، لم تستبعد أن تكونَ أرضيّة المُصالحةِ السعوديّة القطريّة التي رعاهَا كوشنر مؤخراً هي التّطبيع مع دولةِ الاحتِلال الإسرائيلي، "حيث أعلنَ الصّهر بعدَ دقائق من إعلانِ الاتّفاق التّطبيعي المغربي الإسرائيلي أنّ تطبيع العُلاقات بين السعوديّة وإسرائيل حتميّ". واعتبر الصحفي الفلسطيني، بأن الحُكومات العربيّة، ملكيّة كانت أم جُمهوريّة، تحلُ أزَماتها الاقتصاديّة، أو مخاوفِها الأمنيّة النّاتجة عن فسادِها وفشلِ سِياساتها الداخليّة على حِساب القضيّة والشّعب الفِلسطيني، والثّوابت العربيّة، ومُعظم المُكافآت الماليّة التي تَحصُل عليها هي عربيّة في الأساس. واعتبر عطوان في ختامِ مقاله، بأن الاتّفاقَ المغربيَ الإسرائيلي، قد يُحَقِّق السّلام لتل أبيب ومُستوطنيها، ولكنّه قد يكون في المُقابل مشروع فِتنَة، وربّما حُروب وعدم استِقرار في دولِ الاتّحاد المغاربي التي ظلّت مُحصّنةً في وجه الاضّطرابات والحُروب التي سادت المشرق العربي، طِوال السّنواتِ العشر الماضية، تحت عناوين الديمقراطيّة، وبتخطيطٍ ومُشاركةٍ من أمريكا والدّولِ الاستعماريّة الأوروبيّة الأُخرى.