لمْ أنعتْه بالمغرب العربي، تقديراً لإخواني الأمازيغ، ولا بالمغرب الأمازيغي تقديراً لإخواني العرب… بل قلت: المغرب الإسلامي الكبير… لأنه فعلاً كبير؛ كبير بدينه، فالإسلام دين العرب والأمازيغ كليهما. وكبير بأهله الذين جاهدوا في الله حقَّ جهاده، وكبير بعلمائه الذين نشروا دين الله شمالاً وجنوباً… وكبير بتاريخه المشَرّف، وكبير بحضارته الإنسانية المشرقة، وكبير بثرائه المعرفي والإنساني، وكبير بتسامحه مع الأقليات الدينية اليهودية وغيرها… إنه المغرب الإسلامي الكبير. أزْيَد من مائة مليون من السكان؛ومساحةٌ تقدّر ب5.782.140 كلم مربعاً؛و 6505 كلم من الشواطئ البحرية؛ وثروة معدنية هائلة من بترول وغاز وفسفاط وحديد وذهب … وغير ذلك؛ وطَنٌ يزخر بالجبال العالية، والسهول الخصبة، والغابات المتنوعة، والصحاري الشاسعة، والواحات المثمرة، والأنهار الجارية. المغرب الإسلامي الكبير إرثٌ حضاري وإنساني وثقافي متميّز…. ماذا لو كان هذا المغرب العظيم على قلب رجل واحد، بعملة نقدية واحدة، وبدون حدود ولا قيود في التنقل والإقامة في هذا القُطْر أو ذاك، لا فرق بين بنغازي وتونس ووهران والدار البيضاء ونواكشوط… وبقوة عسكرية متحدة في الدفاع المشترك، وراية واحدة على غرار عَلَم الاتحاد الأوروبي، وتكامل في كل شيء…؟؟؟ أعلمُ أنّ هذا أشبهُ ما يكون بأحلام اليقظة في وجود جنرالات ظلمة يحكمون الجزائر ويرعون الفتنة في الصحراء المغربية ويمزقون أرحام الشعبين الشقيقين، وفي وجود الإرهاب في ليبيا الذي خرب البلاد وأقْبَر العباد… لكنّ الأمل موجود، والوحدة ممكنةٌ ما دامت شعوب المغرب الإسلامي الكبير لها قِبلة واحدة ولغة جامعة، ولها قناعة راسخة بأن هذه الوحدة آتية لا ريب فيها. إن شاء الله. فإلى متى سيبقى حكام الجزائر كالعصا في عجلة المغرب الإسلامي الكبير؟ محمد الفزازي: رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ