على منوال عديد الطقوس التي أحدث فيها فيروس كورونا تغييرا كبيرا في الايام القليلة الماضية، فقد عرفت طقوس الدفن و اخد العزاء الراسخة عند المسلمين و غير المسلمين كذلك تحولا كبيرا. فقد اعتبر الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، إن فتاوى جديدة صدرت للتعامل مع المتوفين من مرضى كورونا عند الدفن. وأضاف أن هذا الأمر فرضته الضرورة "والضرورات تبيح المحظورات" ومن ثم لا يتم تغسيل الميت أو لفه بالكفن ويدفن في كيس بلاستيكي. كما أصدرت دار الإفتاء المصرية ، بجواز عدم غسل المتوفى نتيجة إصابته بوباء "كورونا" وخاصة إذا ما كان الُغسل قد يلحق أذى بالناس. أما بخصوص مراسيم العزاء ففي بعض الدول يمنع حضور أكثر من شخصين لإلقاء آخر نظرة من بعيد دون لمس المتوفي، أو الدفن مباشرة كما يقع في إيطاليا. فيما بادرت بعض الاسر إلى اخد التعازي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما يقع حاليا في غزة والضفة الغربية المحتلة . فقد فقد إيهاب نصر الدين شقيقه الذي توفي بالسرطان الأسبوع الماضي. ونُقل جثمانه من المستشفى إلى المقابر ولم تستطع الأسرة الصلاة عليه بالمسجد الأقصى كما كانت تخطط. ل نصر الدين: "غالب – رحمه الله- توفي في 23 مارس إثر مضاعفات إصابته بالسرطان". وأضاف "أخذناه إلى المقبرة في باب الأسباط. لم نصل عليه في المسجد الأقصى لأن الأقصى كان مغلقاً. صلينا في المقبرة نفسها. كان هناك قرابة عشرة أو خمسة عشر شخصاً. أولاده وأخوته والأقارب المقربين ودفناه". وتابع: "بعد الدفن تقبلنا التعازي في نفس المقبرة طبعاً. بدون سلام أو عناق أن تقبيل. لم يكن الأمر مريحاً. لكن الأمور سارت على خير". وقال نصر الدين: "نشرنا على الفيسبوك وجميع وسائل التواصل الاجتماعي اعتذارنا عن إقامة بيت للعزاء بوفاة أخي غالب بسبب الأوضاع الراهنة. لا نريد أن نتسبب في انتقال العدوى، إذ يمكن أن يكون أحد المعزين حاملاً للفيروس وينقله إلى بقية المعزين". و باتفاق جمهور العلماء، فإنّ غسل الميت من فروض الكفاية الّتي إذا قام بها البعض سقطت عن الآخرين، لأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك.