انتقل إلى عفو الله، صباح اليوم السبت بالرباط، مصطفى العلوي، مدير عام جريدة "الأسبوع الصحفي"، عن عمر يناهز 83 سنة، وذلك بعد صراع مع المرض، حسب ما علم لدى أسرة المرحوم. واشتغل الراحل مصطفى العلوي، الذي ازداد سنة 1936 بمدينة فاس، سنوات طويلة في المجال الصحافي عاصر خلالها أجيالا مختلفة، حيث يعتبر من قيدومي الصحافة الوطنية. وتابع الراحل دراسته بالرباط التي حصل فيها على شهادة البكالوريا، كما درس بالمدرسة الوطنية للإدارة. واشتغل الراحل أيضا موظفا بوزارة التربية الوطنية، قبل أن يقرر احتراف الصحافة، التي عمل فيها لسنوات، ليتولى، بعد ذلك، منصب مدير عام ورئيس تحرير جريدة "الأسبوع الصحفي"، التي اشتهر من خلالها بعموده "الحقيقة الضائعة" ويلقب الراحل الذي اشتهر بعموده "الحقيقة الضائعة" ب"قيدوم الصحافيين المغاربة"، حيث عاصر ثلاثة ملوك، هما الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني، كما عاش 20 سنة من حكم العاهل الملك محمد السادس قبل أن يخطفه الموت. ويمثل العلوي، الذي أمضى أكثر من نصف قرن في مهنة الصحافة، أحد أبرز أسماء الصحافة المغربية وأحد المؤرخين الذين عايشوا أهم الأحداث والتطورات التي شهدتها المملكة في مرحلة الاستعمار وبعد الاستقلال، التي تميزت بالحدة والتوتر. ورأى الصحافي الراحل النور بمدينة فاس في 28 ديسمبر قبل 83 سنة، وبالضبط في سنة 1936، وتوفي في 28 ديسمبر 2019، حيث شاءت الأقدار أن يكون يوم ولادته هو نفسه يوم وفاته. وانتقل العلوي من فاس إلى الرباط التي نال فيها شهادة الباكالوريا، وتابع دراسته العليا في المدرسة المغربية للإدارة سابقا، وبدأ مسيرته في الوظيفة العمومية موظفا في مكتب الضبط التابع لوزارة التربية الوطنية، قبل أن يلج عالم الصحافة بتوجيه من أستاذه أحمد لخضر، الذي لمس ميولاته الإعلامية وشجعه على خوضها. وساهمت الدورات التدريبية الاحترافية التي خاضها العلوي في عدد من الصحف الفرنسية الكبيرة مثل "لوموند" و"لوفيغارو" في صقل موهبته، قبل أن يعود للمغرب ويخوض عددا من التجارب الإعلامية كان آخرها "الأسبوع الصحفي". وكان الصحافي الراحل أحد الصحافيين المؤسسين للنقابة الوطنية للصحافة المغربية سنة 1963، وشغل منصب أمين المال للمكتب المسير لها بعد التأسيس. وصدر للراحل كتاب بعنوان: "الأغلبية الصامتة في المغرب" سنة 1970، ثم "مذكرات صحافي وثلاثة ملوك" التي نشرها في 2011 ، ووثقت لمساره الطويل وعلاقاته مع الشخصيات والأحداث التي طبعت تاريخ المغرب، قبل أن ينشر في سنة 2015 كتاب "الحسن الثاني الملك المظلوم". وقد ذاق الراحل خلال مسيرته بمهنة المتاعب ويلات السجون في عهد وزير الداخلية الراحل إدريس البصري .