يبدو واضحا أن مهمة عبد المجيد تبون في رئاسة الجزائر لن تكون سهلة، خصوصاً مع رفض جزء كبير من الشارع الجزائري لإجراء الإنتخابات في هذا التوقيت. تبون والذي غادر منصب رئيس الوزراء شهرين بعد توليه المهمة، لخلافات بينه وبين رجال أعمال مقربين من السعيد بوتفليقة أخ الرئيس السابق، وهو الذي أنه كانت له نية إصلاحية إبان توليه لرئاسة الوزراء، تصدر الحملة الإنتخابية، بخطابه الموزون والوعود التي كان من ضمنها إعادة المال المنهوب في الخارج و دالقيام بإصلاحات جوهرية في هياكل الدولة. عمد إلى طمأنة المحتجين ووجه الشكر لكافة أبناء الشعب الجزائري، خاصة الشباب الذين دعموه بقوة ووضعوا ثقتهم فيه، مجددا التزامه للشباب بالانحياز لهم والعمل على إدماجهم الفعلي في الحياة السياسية والاقتصادية ولتمكينهم من استلام الراية. ونشر تبون تغريدة عبر حسابه على تويتر جاء فيها "بالتغيير ملتزمون وعليه قادرون.. أشكر جميع الجزائريين على الثقة الغالية التي وضعوها في شخصي"، وتابع "أدعوكم جميعا إلى اليقظة والتجند لنبني معا الجزائرالجديدة". إلا أن كلمات تبون، بدت وكأنها لم تجد صدى لدى المحتجين في الشارع، وأن انتخابه رئيسا لا يحظى بشرعية، في ظل عزوف نسبة كبيرة من الجزائريين، الرافضين لتلك الانتخابات عن صناديق الاقتراع. وكان المتظاهرون قد خرجو للجمعة 42 على التوالي بنفس المطالب و هي تنحية جميع وجوه النظام السابق. ووفق النتائج الرسمية، التي أعلنتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، فإن تبون حصل على نسبة 58,15 بالمئة من الأصوات"، إلا أن كافة التقارير تشير إلى أن الانتخابات الرئاسية، التي جاءت ب"تبون"، حظيت بمقاطعة من قبل الحراك الشعبي في الجزائر، والذي أدى إلى استقالة بوتفليقة في أبريل بعد 20 عاما في الحكم.