شهدت سنة 2019 تقريب المسافات بين قطبي الاقتصاد المغربي، إذ تقلصت المدة الزمنية المستغرقة بين طنجة والدار البيضاء على متن القطار من خمس ساعات إلى ساعتين ودقائق معدودة، بعد انطلاق قطارات "البراق "، مما يسر لثلاثة ملايين نسمة التنقل بين هاتين المدينتين بسهولة. وعرف البراق إقبالا واسعا لاسيما في بداية هذه السنة ، إذ انتقل عبره من فاتح يناير إلى حدود أكتوبر المنصرم مليونين ونصف من المسافرين، ويرتقب أن يرتفع العدد إلى ثلاثة ملايين مع نهاية السنة، وذلك من خلال 7000 رحلة بمعدل بلغ 8250 مسافر يوميا، وهو ما حفز الدينامية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة، كما امتدت ايجابياته لتشمل مجالات متنوعة كالتهيئة الحضرية والعقار، ثم الرفع من الجاذبية الاقتصادية والسياحية للمدن المعنية. وفي نفس السياق ارتفعت وتيرة القطارات هذه السنة إلى 28 ذهابا وإيابا في اليوم، مع الدقة في المواعيد بنسبة انتظام تناهز 97 بالمائة، ونظام تعريفي مرن وفي متناول مختلف الشرائح، فضلا عن توفير ظروف راحة ومقاعد مضمونة، إلى جانب خدمات ذات قيمة مضافة بالمحطات وعلى متن القطارات، وهو ما استحسانه الزبناء بنسبة رضا قدرت بنسبة 92 بالمائة. ويذكر أن المشروع تقرر إنجازه وفق خريطة طريق قدمها المكتب الوطني للسكك الحديدية سنة 2005، لكن هذا المشروع لم يتم الإعلان عنه إلا في نونبر 2007 ، خلال زيارة الرئيس الفرنسي آنذاك "نيكولا ساركوزي" للمغرب، وبعدها قام خلفه "فرنسوا أولاند" بزيارة أخرى لتفقد ورشة إنجاز المشروع سنة 2015،حيث كان من المرتقب أن يتم الإنتهاء منه في السنة المذكورة ، وقبلها في 2013 ،لكنه تأخر خمس سنوات ولم يكتمل حتى2018 بسبب عدة صعوبات.